كتب سيد بدران
شهدت قرية الحجيرات التابعة لدائرة مركز قنا، جريمة أسرية مأساوية هزّت مشاعر الأهالي، بعدما أقدم شاب على إشعال النار في جسد والده المُسن، البالغ من العمر نحو 70 عامًا، في حادث مؤلم كشفت عنه التحريات الأولية لرجال الأمن.
وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، إخطارًا عاجلًا من مركز شرطة قنا، يُفيد بوصول بلاغ عن إصابة رجل سبعيني بحروق بالغة، إثر تعرضه لواقعة عنف داخل منزله في قرية الحجيرات، وسط حالة من الذهول والصدمة بين الأهالي.
وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية إلى موقع البلاغ برفقة سيارة إسعاف، وتم نقل المصاب إلى أحد مستشفيات قنا لتلقي الإسعافات والرعاية الطبية اللازمة، إذ تبين إصابته بحروق من الدرجة الثانية في اليد والقدم، وسط تأكيدات طبية بحاجته إلى متابعة دقيقة نظرًا لسنه وحالة الحروق.
ووفقًا للتحريات الأولية التي أجرتها مباحث مركز قنا، تبيّن أن الابن هو المتهم الرئيسي في الواقعة، حيث سكب كمية من البنزين على جسد والده وأشعل فيه النار، بسبب خلافات متكررة بينهما. وتم ضبط المتهم فورًا، وجارٍ استكمال التحقيقات لكشف أبعاد الحادث بالكامل.
الحادث ترك أثرًا بالغًا في نفوس سكان القرية، الذين أعربوا عن صدمتهم مما حدث، معتبرين أن الخلافات الأسرية لا يجب أن تصل إلى هذا الحد من العنف والوحشية.
“الأب راجل كبير وطيب، وكان دايمًا بيحاول يحتوي ابنه، لكن المشاكل كانت بتزيد، ماكناش نتخيل إنها توصل لكده”.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن العلاقة بين الأب وابنه كانت متوترة منذ فترة طويلة، وشهدت العديد من المشادات بسبب خلافات على إدارة ممتلكات الأسرة وبعض الأمور المالية.
وتُجري وحدة المباحث تحريات مكثفة، وسط شكوك حول اضطرابات نفسية قد يعاني منها المتهم، وهو ما سيتم التحقق منه من خلال الفحوصات النفسية الطبية.
أمرت النيابة العامة بسرعة إنهاء التحقيقات في الواقعة، وحبس المتهم على ذمة التحقيق، كما تم تحرير محضر رسمي بالقضية، وسط تعليمات مشددة من الجهات المختصة بسرعة كشف الملابسات والدوافع الحقيقية.
وأوضحت مصادر قضائية، أن المتهم يواجه تهمًا تتعلق بمحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار، وإذا ثبتت التهمة فقد يواجه عقوبات مشددة قد تصل إلى السجن المؤبد.
أكد مصدر أمني بمديرية أمن قنا، أن الوزارة تتعامل بحزم مع أي شكل من أشكال العنف الأسري، مشيرًا إلى أن تلك النوعية من الجرائم تحتاج إلى مراقبة اجتماعية وتوعية مجتمعية أوسع لمنع تكرارها.
“كل من تسول له نفسه الإضرار بحياة أقاربه أو أفراد أسرته، سيواجه القانون بلا تهاون. حياتك الأسرية لا تعطيك الحق في إلحاق الأذى بأحد”.
وتسلط هذه الواقعة الضوء مجددًا على ملف العنف الأسري المتزايد في بعض المناطق الريفية والشعبية، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى تفجر الخلافات وتحولها إلى جرائم مؤسفة.
ويطالب الخبراء بضرورة تكثيف حملات التوعية في القرى والمراكز حول كيفية إدارة الخلافات الأسرية بطرق سلمية، وتعزيز دور الإرشاد الاجتماعي والنفسي، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف الخدمات المجتمعية.
يبقى المشهد في قرية الحجيرات مثقلاً بالحزن، بعد أن تحولت علاقة الأب والابن إلى مأساة دامية، وسط تساؤلات حول كيف وصل الخلاف إلى هذا الحد، ودعوات من الجميع أن تكون هذه الواقعة ناقوس خطر يدفع إلى مراجعة واقع الأسر المصرية، وسبل تعزيز روابط الرحمة والتفاهم بداخلها.