كتبت بوسي عواد
في ظل تصاعد حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، خرج المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بتصريحات نارية، أكد خلالها أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية، وستواصل الرد بقوة على أي تهديد تتعرض له.
وقال خامنئي، في كلمة متلفزة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية، ونقلتها قناة «إكسترا نيوز»، إن الشعب الإيراني يقف على قلب رجل واحد في مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الأميركي الإسرائيلي المشترك”، مؤكداً أن إيران قادرة على استهداف القواعد الأمريكية مجددًا إذا ما تكررت التهديدات أو الاعتداءات.
استهل خامنئي حديثه بالإشادة بموقف الشعب الإيراني، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية كانت الدرع الأقوى لإيران في وجه التصعيد العسكري. وأضاف:
“لقد أثبت الإيرانيون أنهم لا يهابون التهديد، ولا يقبلون الاستسلام مهما كانت الضغوط”.
كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تركيع إيران سياسيًا واقتصاديًا، لكن الشعب الإيراني “أبى إلا أن يكون حراً مستقلاً رافضًا الهيمنة”.
في أقوى تصريحاته، قال خامنئي إن إيران لن تتردد في توجيه ضربات جديدة للقواعد الأمريكية في المنطقة، مؤكداً:
“لدينا القدرة على ضرب القواعد الأمريكية في أي وقت نراه مناسبًا، وإذا تعرضنا لأي تهديد، سيكون الرد مزلزلًا”.
وكشف المرشد الإيراني أن بلاده تمتلك معلومات دقيقة حول الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والمنطقة، مضيفًا أن “رد طهران سيكون مدروسًا لكنه قاسي ومؤلم”.
وحول الضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت الإيرانية، أشار خامنئي إلى أن تلك العمليات لم تحقق أهدافها، موضحًا أن المفاعلات النووية الإيرانية ظلت في أمان تام، رغم الهجمات العنيفة.
وأضاف:
> “الولايات المتحدة أنفقت الملايين من الدولارات، وشنت هجمات معقدة، لكنها فشلت فشلاً ذريعًا في النيل من برنامجنا النووي”.
وفي تأكيد على قدرة إيران الهجومية، قال خامنئي إن القوات المسلحة الإيرانية ألحقت أضرارًا ملموسة بإحدى القواعد الأمريكية في قطر، خلال الرد الأخير على الضربات الأمريكية.
ورأى أن هذا الهجوم يحمل رسالة واضحة: “إيران لن تصمت، وأي اعتداء له ثمن باهظ”، على حد قوله.
وفي تصعيد غير مسبوق، أعلن خامنئي أن المواقع العسكرية وغير العسكرية في إسرائيل كانت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، مشيرًا إلى أن “أي تحرك عدواني من إسرائيل سيُقابل برد فوري ومدمر”.
وأضاف أن إيران تمكنت من إضعاف القدرات العسكرية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدًا أن أي مواجهة مباشرة ستكون نتائجها “وخيمة على الكيان الصهيوني”، بحسب وصفه.
أكد خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية، ومن خلال ما وصفه بـ”التكتيك الذكي والردع الحازم”، استطاعت الانتصار على الولايات المتحدة وإسرائيل عسكريًا ومعنويًا، رغم الفارق في الإمكانيات.
وأوضح أن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية تقوم على المرونة والردع والضربات الدقيقة، مع التركيز على رفع الجاهزية القتالية في جميع القطاعات، خاصة الدفاع الجوي والصاروخي.
—
في ختام كلمته، وجه المرشد الإيراني رسالة مزدوجة، الأولى إلى الداخل الإيراني قائلاً:
“ثباتكم هو مفتاح النصر، ونحن نقف أقوياء بفضل وحدتكم”.
أما الرسالة الثانية فكانت إلى الولايات المتحدة وحلفائها، حيث حذرهم من التمادي في استفزاز إيران، مشيرًا إلى أن “الصبر له حدود، وكل ضربة سنرد عليها بأشد منها”.
تصريحات خامنئي تمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب الكلامية والعسكرية بين إيران والولايات المتحدة، وتؤشر إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة من التوتر الأمني الشديد، ما لم يتم احتواء الموقف سياسيًا.
كما أن استعداد طهران لاستهداف القواعد الأمريكية والإسرائيلية في أي لحظة، يؤكد أن الاشتباك المباشر لم يعد مستبعدًا، خاصة في ظل احتدام الأوضاع في كل من غزة، والعراق، وسوريا، ولبنان.