مصر تُدين اعتداءات المستوطنين بالضفة وتطالب بتحرك دولي

كتبت بوسي عواد

في موقف دبلوماسي حازم، أدانت مصر بشدة الاعتداءات التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، وذلك في بيان نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” في خبر عاجل، أعربت فيه عن رفضها الكامل لتلك الممارسات الاستفزازية التي تنتهك القانون الدولي وتهدد فرص السلام في المنطقة.

 

وأكدت مصر أن كافة المستوطنات الإسرائيلية تمثل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مجددة موقفها الثابت من أن الاحتلال والاستيطان لا يمكن أن يؤديا إلى سلام دائم، بل يزيدان الوضع الميداني اشتعالًا، ويُبعدان أي أفق لحل الدولتين، الذي تدعمه القاهرة كمخرج وحيد للصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

جاءت الإدانة المصرية بالتزامن مع إغلاق الجيش الإسرائيلي مداخل مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، في أعقاب محاولة مجموعات من المستوطنين اقتحام المدينة، ما اعتُبر تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا متعمّدًا للمدنيين الفلسطينيين.

 

وشهدت الأيام الأخيرة ارتفاعًا في وتيرة اعتداءات المستوطنين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وسط تواطؤ من قوات الاحتلال وتجاهل دولي مقلق، ما دفع القاهرة إلى إطلاق تحذير واضح بأن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وتفجر الأوضاع على الأرض.

 

وشددت مصر في بيانها على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل وفعّال لوضع حد لهذه التجاوزات، ودعت مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات المنظمة التي تُمارس تحت مظلة الاحتلال.

 

وأكدت أن الصمت الدولي يبعث برسائل سلبية ويشجع على الإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن حماية المدنيين الفلسطينيين لم تعد خيارًا دبلوماسيًا، بل واجب إنساني وقانوني لا يحتمل التأجيل.

 

لطالما كانت مصر في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وهي تُعد أحد أبرز الوسطاء في النزاع، لما لها من ثقل دبلوماسي ودور إقليمي محوري. وقد بذلت القاهرة جهودًا كبيرة لاحتواء التصعيد في قطاع غزة، واستضافت جولات عديدة من محادثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.

 

وأكدت الخارجية المصرية مرارًا أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

بينما تواصل آلة الاستيطان الإسرائيلية اقتطاع الأراضي الفلسطينية بدعم رسمي، تظل مصر صامدة في موقفها التاريخي والأخلاقي، مؤكدة أن الحق الفلسطيني لن يُمحى بالتحايل السياسي أو فرض الأمر الواقع. وإدانتها اليوم ليست مجرد تصريح دبلوماسي، بل نداء صريح للمجتمع الدولي أن ينقذ ما تبقى من آمال السلام، ويضع حدًا لجرائم المستوطنين وانتهاكات الاحتلال.

 

في ظل غياب العدالة، يبقى الصوت المصري منارة للموقف العادل، وحصنًا ثابتًا في وجه الانتهاكات المتكررة.