كتبت بوسي عواد
في خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر على خارطة الصناعة والتكنولوجيا في القارة الإفريقية، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، أول مصنع تابع لشركة BSH المملوكة لمجموعة بوش الألمانية في مصر وأفريقيا، وذلك بمدينة العاشر من رمضان. كما افتتح أكبر مستودع لوجستي للتجارة الإلكترونية لشركة جوميا على طريق السويس، في إنجاز مزدوج يعكس جدية الدولة في تحقيق قفزات نوعية في مجالات الصناعة والتجارة الإلكترونية.
وأكد رئيس الوزراء، خلال جولته، أن الدولة المصرية تضع التصنيع والتكنولوجيا والابتكار على رأس أولوياتها، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تمثل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي المستدام، وتفتح آفاقًا واعدة لخلق فرص العمل وزيادة معدلات الصادرات، وتقليل الاعتماد على الواردات، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
ويُعد مصنع BSH الجديد الأول من نوعه في أفريقيا، ليكون بوابة لتوطين إنتاج الأجهزة المنزلية الألمانية الشهيرة من علامة “Bosch”، مما يدعم التوسع في الأسواق الإقليمية، ويوفر فرصًا واسعة لنقل التكنولوجيا، وبناء كوادر فنية مصرية مدرّبة على أعلى مستوى.
رافق رئيس الوزراء في زيارته لمصنع BSH كل من المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وحسام هيبة رئيس الهيئة العامة للاستثمار، إلى جانب قيادات شركة BSH، في تأكيد على التعاون الحكومي الكامل مع الشركاء الدوليين.
وفي المقابل، كان وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت حاضرًا أثناء افتتاح مستودع شركة جوميا، في إشارة واضحة إلى الدعم المؤسسي لقطاع التجارة الإلكترونية، باعتباره من أسرع القطاعات نموًا وأكثرها قدرة على تمكين الشباب والشركات الناشئة.
يُعد افتتاح مستودع جوميا الجديد نقلة نوعية في منظومة التجارة الرقمية واللوجستيات في مصر، حيث يمثل أكبر مركز لتخزين وتوزيع المنتجات الإلكترونية في شمال أفريقيا. ومن المنتظر أن يسهم هذا المركز في تحسين خدمات التوصيل وتخفيض التكاليف اللوجستية، مما ينعكس إيجابًا على المستهلكين والموردين على حد سواء.
وصرّح عبد اللطيف علما، الرئيس التنفيذي لجوميا مصر، بأن اختيار مصر لتكون مركزًا لوجستيًا للشركة في المنطقة لم يكن محض صدفة، بل نتيجة بيئة استثمارية مرنة، وبنية تحتية رقمية آخذة في التطور بدعم مباشر من الدولة.
أوضح مدبولي أن ما نشهده اليوم يأتي في إطار خطة عاجلة أعدّتها الحكومة بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز دور القطاع الخاص، وتسهيل الاستثمار في الصناعة والتكنولوجيا. وتتضمن الخطة تبسيط إجراءات الترخيص، وتقليص فترات الموافقات، وتوفير حوافز ضريبية وجمركية مغرية، فضلًا عن توطين التكنولوجيا وتنمية البحث العلمي، ورفع كفاءة العنصر البشري ليقود عملية الإنتاج بكفاءة تنافس المعايير العالمية.
ترى الحكومة المصرية أن هذه الافتتاحات تمثل أكثر من مجرد توسع صناعي؛ إنها رسالة للعالم بأن مصر مستعدة لأن تكون مركزًا إقليميًا للصناعة والتوزيع والتكنولوجيا. ويعكس التعاون مع شركاء عالميين مثل مجموعة بوش وجوميا رغبة المجتمع الدولي في الاستثمار في مصر، وثقته في مستقبلها الاقتصادي.
افتتاح أول مصنع لـ BSH وأكبر مركز لجوميا ليس فقط احتفالًا بمنشآت جديدة، بل بداية مرحلة جديدة في الاقتصاد المصري، عنوانها: الشراكة، الابتكار، والاعتماد على الذات. وهي رسالة واضحة بأن مصر تسير بثبات نحو مكانتها المستحقة كمركز صناعي وتكنولوجي إقليمي، بدعم حكومي واستثمار خاص وشراكات دولية طموحة.