كتب محمد نادر
في مشهد وطني بامتياز، اجتمعت رموز الدولة المدنية والعسكرية والدينية في قلب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتجسيد أبهى صور التلاحم الوطني وتعزيز الوعي الجمعي للشباب المصري، في وقتٍ تتكاثف فيه التحديات وتتسارع المتغيرات.
ففي إطار حرص القوات المسلحة المصرية على تنمية روح الانتماء وتعزيز الولاء الوطني لدى الشباب، نظّمت قيادة قوات الدفاع الشعبي والعسكري ندوة تثقيفية هامة بمقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، وعدد من قادة القوات المسلحة والقيادات الدينية، وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
الندوة جاءت في توقيت دقيق لتؤكد أن الأمن القومي ليس مسؤولية مؤسسات فقط، بل قضية مجتمع بأكمله، وهو ما شدد عليه اللواء أركان حرب أسامة عبد الحميد داود، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، في كلمته التي نقل خلالها تحيات الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وأكد اللواء داود أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التوعوية التي تنفذها القوات المسلحة في مختلف المحافظات، بهدف رفع مستوى الوعي القومي لدى الشباب، وتمكينهم من فهم التحديات المعاصرة التي تواجه الدولة المصرية، خاصة في ظل الظروف الدولية والإقليمية المتغيرة.
من جانبه، ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة مؤثرة، رحّب فيها بالحضور، وأعرب عن تقديره العميق للقوات المسلحة المصرية التي تضطلع بدور حيوي في حماية البلاد من المخاطر، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا عبر تعزيز الوعي الوطني وبناء الفكر المستنير بين أبناء الشعب.
وأشاد البابا بمبادرات الدفاع الشعبي والعسكري في التواصل مع دور العبادة والمؤسسات التعليمية، مؤكدًا أن الشباب المصري هو حجر الزاوية في صون أمن الوطن، وبناء مستقبله.
تضمنت الندوة فقرات توعوية وفنية من الأغاني الوطنية التي لامست وجدان الحاضرين، كما تم تكريم عدد من أسر الشهداء، في لمسة إنسانية جسدت التقدير الرسمي والشعبي لمن قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن.
أعرب الشباب المشاركون في الندوة عن امتنانهم الشديد للقوات المسلحة على تنظيم هذا اللقاء الوطني داخل صرح ديني عريق، معتبرين أن هذا النهج يعمّق الشعور بالمواطنة، ويعزز الوعي بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن مصر ستبقى دائمًا نسيجًا واحدًا مهما اشتدت التحديات.
الندوة لم تكن مجرد لقاء تقليدي، بل جسّدت معاني الدولة القوية بوحدتها الوطنية وتكامل مؤسساتها.
حين يلتقي المسجد بالكنيسة، والمجتمع المدني بالمؤسسة العسكرية، ويقف الشباب في المنتصف حاملًا شعلة الوعي، نكون أمام وطن قادر على الصمود، وعلى النهوض، وعلى بناء مستقبل يليق بتضحيات من سبقوه.