كتبت بوسي عواد
في لفتة إنسانية ومتابعة ميدانية تعكس اهتمام الدولة بسلامة أبنائها العاملين في مواقع الإنتاج، قام المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، يرافقه وزير العمل محمد جبران، ومحافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي، بزيارة المصابين والناجين من حادث انقلاب البارج البحري بمنطقة جبل الزيت في خليج السويس، حيث يتلقون العلاج والرعاية الطبية بمستشفى الجونة.
وخلال الزيارة، اطمأن الوزراء على الحالة الصحية للمصابين، واستمعوا إلى الفرق الطبية المعالجة التي أكدت تقديم كافة سبل الرعاية الصحية والنفسية، مؤكدين على متابعة مستمرة حتى تمام الشفاء وعودة المصابين إلى أسرهم وأماكن عملهم بسلام.
وقدم الوزيران خالص العزاء والمواساة لأسر ضحايا الحادث، سائلين الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما أكدوا للناجين تقديم الدعم النفسي والمعنوي اللازم، وحرصهم على الوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة، بما يعكس التزام الدولة الكامل تجاه عمال قطاع البترول والطاقم الفني العامل في أصعب الظروف البيئية والميدانية.
يأتي ذلك بعد أن كانت وزارة البترول قد فعلت خطة الطوارئ بشكل فوري عقب وقوع الحادث، حيث تم الدفع بفرق الإنقاذ المتخصصة التابعة للقطاع في منطقة خليج السويس، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالدولة. وقد شملت خطة الإنقاذ تسخير جميع الإمكانات المتاحة من سفن ومعدات دعم وطائرات للمساهمة في سرعة الإنقاذ وتأمين سلامة أفراد الطاقم.
كما توجه الوزيران فور علمهما بالحادث إلى موقع البارج لمتابعة عمليات الإنقاذ ميدانيًا، في خطوة تعكس جدية التعامل مع الكارثة منذ اللحظة الأولى، وتؤكد أهمية تواجد المسؤولين على الأرض لمساندة فرق الإنقاذ وتنسيق الجهود بين الجهات المختلفة.
وأكد المهندس كريم بدوي أن الحادث، رغم قسوته، لن يمر دون استخلاص دروس هامة تتعلق بإجراءات الأمان والسلامة البحرية، مشيرًا إلى فتح تحقيق موسع لتحديد أسباب الحادث بدقة، وتحديث بروتوكولات السلامة في مثل هذه العمليات البحرية الحساسة.
وشدد وزير العمل محمد جبران على أهمية الحفاظ على حقوق العمال وأسر الضحايا، مؤكدًا أن الوزارة لن تدخر جهدًا في دعم المتضررين وتوفير الرعاية الاجتماعية والمالية لهم، بالتعاون مع وزارة البترول.
من جانبه، أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، أن المحافظة تتابع مع الجهات المعنية لحظة بلحظة تطورات الحادث، وأن كافة إمكانات المحافظة وفرقها الصحية والدفاع المدني جرى تسخيرها منذ اللحظة الأولى للمساهمة في جهود الإنقاذ والرعاية.
وتظل سلامة العامل المصري هي أولوية قصوى في كافة مواقع العمل، ويمثل هذا الحادث دافعًا إضافيًا لتشديد إجراءات الأمان البحري، وتطوير آليات الطوارئ والاستجابة السريعة في قطاعات حيوية مثل البترول، حيث لا مجال للمخاطرة بأرواح الجنود المجهولين الذين يسهمون في بناء الاقتصاد الوطني من أعماق البحر.