الأربعاء , مايو 28 2025

أحمد الغلبان بطل جمباز من غزة يحلم بالوقوف مجددًا بعد بتر ساقيه وفقد شقيقه التوأم

 مصطفى قطب

في مشهد يمزج بين الألم والأمل، بثّت قناة “القاهرة الإخبارية” تقريرًا مؤثرًا عن أحمد الغلبان، الطفل الفلسطيني وبطل الجمباز، الذي بترت آلة الحرب الإسرائيلية ساقيه في هجوم غادر على بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كما فقد في ذات الغارة شقيقه التوأم وعددًا من أفراد أسرته، في واحدة من أبشع الجرائم التي تُرتكب بحق الطفولة في غزة.

 

كان أحمد يطير بأحلامه في سماء الرياضة، يؤدي حركات الجمباز بكل رشاقة وكأنه لا يمس الأرض، لكنه اليوم يرقد بلا أطراف سفلية، لا يقوى على الوقوف، بينما يُمسك قلبه المكلوم بذكرى شقيقه الذي رحل. يقول أحمد بصوت يقطر وجعًا: “منذ أن كان عمرنا 7 سنوات وأنا وأخي نمارس الجمباز، أحببنا اللعبة، وشاركنا في عروض عديدة في غزة وخان يونس ورفح”.

 

تحوّل حلم البطل الصغير إلى كابوس، وبدلًا من التطلع إلى بطولات قادمة، أصبح أقصى ما يتمناه اليوم تركيب أطراف صناعية تُعيد إليه القدرة على الوقوف دون مساعدة، حلم بسيط يُشبه طموحات آلاف الأطفال في غزة الذين مزّقت الغارات الإسرائيلية ليس أجسادهم فقط، بل مستقبلهم وأحلامهم.

 

وفي لفتة تُجسد قوة الأم الفلسطينية، تحدثت والدة أحمد والدموع تلمع في عينيها: “الحمد لله إنه لسه معايا، بيربّت على قلبي وبيخليني أعيش، إن شاء الله يسافر ويتعالج ويركب أطراف ويرجع يمشي تاني”.

 

رغم الجراح التي لا تندمل، لا يزال قلب أحمد ينبض بالأمل، وتبقى روحه التي لم تُقصف أكبر من الحرب ذاتها. قصة أحمد الغلبان هي صرخة طفل تحلم أقدامه المبتورة أن تسير مجددًا، ويحلم قلبه أن يجد العالم آذانًا تسمع وضميرًا يتحرك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *