الأحد , يوليو 6 2025

وفاة طفل بلدغة عقرب بمحافظة قنا

كتب سيد بدران

خيم الحزن العميق على أرجاء قرية حاجر دنفيق التابعة لمركز نقادة غرب محافظة قنا، بعد وفاة الطفل سيف محمد عادل حميد، البالغ من العمر 11 عامًا، متأثرًا بإصابته بلدغة عقرب قاتلة، في مأساة أعادت إلى الواجهة قضية توفير الرعاية الطبية الطارئة في المناطق الريفية.

 

وشيّع المئات من أهالي القرية جثمان الطفل في مشهد جنائزي مهيب، غلفه الصمت الموجوع، وامتزجت فيه الدموع مع آهات الألم، فيما صدحت أصوات النساء بالعويل على فراق طفل كان يمثل بسمة الحياة لعائلته وأقرانه. القرية التي لطالما عُرفت بالهدوء، باتت اليوم مثقلة بالحزن والأسى.

 

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا إخطارًا من غرفة العمليات يفيد بوفاة طفل متأثرًا بلدغة عقرب، في قرية حاجر دنفيق. وأكدت التحريات أن الطفل أصيب باللدغة قبل قرابة 6 أيام، ما استدعى نقله إلى مستشفى فرشوط المركزي، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة داخل قسم العناية المركزة، بعد صراع مع السمّ.

 

وتم تحرير محضر بالواقعة، فيما باشرت الجهات المختصة التحقيق، وكلفت وحدة المباحث بجمع المعلومات وكشف ملابسات الحادث.

 

في أعقاب انتشار الحادث عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصدرت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة قنا بيانًا قدمت فيه خالص العزاء والمواساة لأسرة الطفل، داعيةً الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان.

 

وبحسب البيان الرسمي، فقد وصل الطفل إلى مستشفى نقادة المركزي يوم 31 مايو 2025، في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وتم التعامل مع حالته على الفور، حيث أُعطي المصل المضاد للدغة العقرب، بالإضافة إلى الأدوية المساندة، وفقًا للبروتوكولات العلاجية المعتمدة.

 

إلا أن الأسرة غادرت المستشفى بمعرفتها الخاصة، قبل أن تتوجه لاحقًا إلى مستشفى قنا العام في تمام الثانية والنصف من ظهر اليوم نفسه، حيث قرر الفريق الطبي إدخال الطفل إلى العناية المركزة للأطفال، لكن عدم توفر أسرّة شاغرة دفع إلى محاولة نقله إلى مستشفى فرشوط المركزي. وقد رفض ذوو الطفل النقل في البداية، ظنًا أن حالته مستقرة، قبل أن يوافقوا في وقت لاحق، حيث تم تحويله بسيارة إسعاف مجهزة فجر الأول من يونيو.

 

أكدت مديرية الصحة أنها اتخذت جميع الإجراءات الطبية اللازمة وفقًا للأصول، نافية وجود أي تقصير في التعامل مع الحالة، ومشددة على التزامها بمحاسبة أي مسؤول حال ثبوت الإهمال، في إطار القانون.

 

كما دعت المديرية وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة في نقل المعلومات، وتجنب نشر أخبار غير موثقة قد تثير البلبلة أو تسيء إلى المؤسسات الرسمية.

 

رحيل الطفل سيف محمد فجّر حالة من الغضب والحزن في الشارع القنائي، وسط مطالب من الأهالي بضرورة تحسين الخدمات الصحية بالمستشفيات الريفية، وتوفير رعاية عاجلة متخصصة لحالات التسمم ولدغات العقارب، التي تشكل خطرًا حقيقيًا على الأطفال في الصعيد.

 

وقد فتحت هذه المأساة باب الأسئلة مجددًا حول مدى كفاءة منظومة الإسعاف والتحويل الطبي، والتنسيق بين المستشفيات، وضرورة تعزيز ثقافة الطوارئ لدى المواطنين في التعامل مع الحالات الحرجة.

 

بين حزن القرية وصمت الجهات، يظل الطفل سيف محمد رمزًا لألم بريء، دفع ثمن تأخر، أو ربما سوء تقدير، في معركة لم يكن مستعدًا لخوضها. ويبقى الأمل أن يكون هذا الرحيل ناقوس تنبيه لكل مسؤول، وصرخة وجع لا تمر مرور الكرام.

شاهد أيضاً

مصدر أمني يكشف الحقيقةتداول فيديو ضابط الشرطة «قديم» ومفبرك

كتب سيد بدران نفى مصدر أمني مسؤول صحة ما تم تداوله عبر إحدى الصفحات التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *