المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب مصطفى قطب
في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، دعا بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، اليوم السبت، كلاً من إسرائيل وإيران إلى “اللجوء للعقل والحوار”، مؤكدًا أن الطريق إلى السلام لا يُبنى بالصواريخ، بل بالتفاهم والرحمة. جاءت تصريحات البابا في وقت بالغ الحساسية، عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل العاصمة الإيرانية طهران.
وفي السياق ذاته، أعرب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري بين الطرفين، محذرًا من أن “أي تصعيد إضافي قد يدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية”، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وفي بيان صادر عن المتحدثة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبليه، كشف أن جوتيريش أجرى اتصالًا مباشرًا مع وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي، حيث أكد خلاله على أهمية تجنب أي مواجهة مميتة قد تخرج عن السيطرة، مشددًا على أن “ضبط النفس أصبح الآن ضرورة أخلاقية قبل أن يكون التزامًا سياسيًا”.
وأكد جوتيريش، وفق البيان، استمراره في التواصل مع قادة المنطقة والعالم، في مساعٍ دبلوماسية لتفادي اندلاع صراع شامل، مجددًا دعوته إلى اعتماد الحوار كخيار وحيد لمعالجة المخاوف الأمنية والإقليمية، خصوصًا في ظل المحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي.
من جانبه، أعرب رافائيل ماريانو جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن قلقه الشديد إزاء استهداف منشآت نووية، مؤكدًا أن الوكالة لطالما نبهت إلى خطورة ضرب تلك المنشآت مهما كانت الظروف، لما يمكن أن تخلفه من كارثة بيئية وإنسانية يصعب احتواؤها.
وتأتي هذه التصريحات الدولية في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الغليان السياسي والعسكري، وسط ترقب عالمي لمآلات التصعيد بين تل أبيب وطهران، فيما يرى مراقبون أن موقف بابا الفاتيكان والأمم المتحدة بمثابة نداء إنساني وأخلاقي يجب الإصغاء إليه قبل فوات الأوان.
ويبقى السؤال الأبرز: هل تنجح الدبلوماسية في كبح جماح المواجهة، أم أن لغة النار ستطغى على صوت العقل في واحد من أخطر المنعطفات في تاريخ الشرق الأوسط الحديث؟
