كتبت بوسي عواد
في ظل تصاعد غير مسبوق في المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، أعلنت هيئة “نيتبلوكس” الدولية لمراقبة الإنترنت، ومقرها لندن، أن شبكة الإنترنت في إيران تعرضت لانقطاع شبه كامل، اليوم الأربعاء، في وقت تواصل فيه إسرائيل تكثيف ضرباتها العسكرية ضد طهران.
وأوضحت الهيئة، عبر منشور لها على منصة “إكس”، أن “بيانات الشبكة المباشرة تُظهر أن إيران طاولها عطل وطني شبه كامل للإنترنت”، مؤكدة أن البلاد شهدت خلال الأيام الماضية سلسلة من الاضطرابات الجزئية، قبل أن تصل الآن إلى مرحلة “الشلل الرقمي” شبه التام.
ويأتي هذا الانقطاع في وقت بالغ الحساسية، بعد أن اندلعت المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، عندما شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ضد العاصمة الإيرانية طهران، تحت مسمى “عملية قوة الأسد”. وشملت الضربة الإسرائيلية عشرات الطائرات المقاتلة، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية بالغة الأهمية.
رد طهران لم يتأخر، إذ شنت القوات الإيرانية سلسلة من الهجمات الصاروخية على مراحل، كان أعنفها مساء السبت 15 يونيو، ما أسفر عن سقوط 13 قتيلًا إسرائيليًا وإصابة 7 آخرين، بحسب الشرطة الإسرائيلية، في واحدة من أعنف جولات القصف المتبادل بين الجانبين في التاريخ الحديث.
وفي خضم هذا التصعيد، فرض وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة الطوارئ العامة داخل إسرائيل، تحسبًا لأي هجمات إيرانية إضافية أو تصعيد إقليمي أوسع.
ويرى مراقبون أن قطع الإنترنت في إيران قد يكون متعمدًا لأسباب أمنية، سواء لمنع تسريب المعلومات أو لكبح التحركات الشعبية في ظل أجواء الحرب. بينما يذهب آخرون إلى أن الانقطاع قد يكون نتيجة الأضرار المباشرة التي لحقت بالبنية التحتية الإلكترونية جراء الهجمات.
ومع دخول المواجهة مرحلة أكثر تعقيدًا، تبقى الأنظار متجهة نحو ردود الأفعال الدولية، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي مفتوح، لا سيما في ظل تعطل وسائل الاتصال داخل إيران، مما يزيد من الغموض حول حجم الخسائر وحقيقة ما يجري على الأرض.