كتب مصطفى قطب
في تصعيد خطير وغير مسبوق على خلفية المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس 19 يونيو، بأن “المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي لا يمكن السماح له بالبقاء”، وذلك على خلفية هجوم صاروخي إيراني استهدف مستشفى في جنوب إسرائيل، في خطوة اعتبرتها تل أبيب “تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء”.
:
> “وجود نظام مثل نظام خامنئي أمر خطر جدًا، إذ تهدف أيديولوجيته إلى تدمير إسرائيل، ويستثمر جميع موارد دولته باستمرار لتحقيق مثل هذا الهدف. لا يمكن السماح لمثل هذا الشخص بالبقاء”.
وتأتي تصريحات كاتس بعد أسبوع من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، فجر الجمعة 13 يونيو، حين شنّت إسرائيل هجومًا واسعًا أُطلق عليه اسم “عملية قوة الأسد”، استهدفت خلالها العاصمة الإيرانية طهران بعشرات الطائرات المقاتلة.
شملت الضربات الإسرائيلية مواقع نووية وعسكرية حساسة، وأكدت تل أبيب أنها جاءت كرد مباشر على “تهديدات وجودية تمثلها إيران ضد الدولة العبرية”، وفق وصف القيادة العسكرية الإسرائيلية.
ردًا على التصعيد الإيراني الأخير، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي فرض حالة طوارئ عامة في البلاد، مشيرًا إلى أن “المنشآت المدنية في مرمى الصواريخ الإيرانية، وهذا يتطلب أعلى درجات التأهب”.
وأكد أن تل أبيب “لن تتوانى عن الرد بقوة مضاعفة على أي تهديد إيراني، سواء كان عسكريًا أو عبر وكلاء طهران في المنطقة”.
في المقابل، دان كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، الضربات الإسرائيلية على إيران، ودعوا إلى التهدئة وحل دبلوماسي عاجل للصراع، مؤكدين أن استمرار التصعيد “يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي”، بحسب ما نقلته وكالات أنباء رسمية.
وسط حالة من الترقب الشديد في المنطقة، تتزايد المخاوف من أن يتحول هذا التصعيد إلى حرب إقليمية واسعة، خاصة مع دخول أطراف دولية على خط الأزمة، وتحذيرات أممية من “كارثة إنسانية وشيكة” في حال استمر التصعيد العسكري دون رادع.
ويظل السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يتحول تصريح كاتس حول إسقاط نظام خامنئي من تهديد سياسي إلى استراتيجية عسكرية معلنة؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.