الأحد , يوليو 6 2025

خرافة الساتر المنيع: خط بارليف

مصطفي قطب

كان “خط بارليف” يُروَّج له من قِبل إسرائيل والغرب على أنه “الساتر المنيع”، الحاجز الذي لا يمكن للجيش المصري تجاوزه بأي حال. لكن ما كُشف في حرب أكتوبر 1973 نسف هذه الأسطورة، وأثبت أن الإرادة البشرية والتخطيط الذكي يتفوقان على الهندسة والتحصين.

ما هو خط بارليف؟

هو سلسلة من التحصينات الدفاعية التي أقامتها إسرائيل على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلال سيناء عام 1967. شملت هذه التحصينات:

تحصينات خرسانية عالية التسليح.

نقاط مراقبة وتمركز مدافع ودبابات.

ساتر رملي بارتفاع يصل إلى 20 مترًا، بزاوية ميل حادة جدًا.

أنابيب لضخ النابالم في القناة بهدف إشعال النيران في حال العبور.

أُطلق عليه لقب “أقوى خط دفاعي في التاريخ بعد خط ماجينو الفرنسي”، بل واعتبره البعض “حصنًا لا يُقهر”.

حقيقة الساتر “المنيع

رغم الضجة الإعلامية، كانت هناك نقاط ضعف كبيرة في خط بارليف:

1. الاعتماد الزائد على الساتر الرملي: لم يكن الساتر محصنًا بالكامل بل كان يعتمد على الرمال في مناطق واسعة.

2. الثغرات في الانتشار: الخط لم يكن متصلاً بشكل دائم بل تخلله فراغات بين النقاط الحصينة.

3. عدم توقع الهجوم المصري بهذا الأسلوب: لم يخطر ببال القيادات الإسرائيلية أن الجيش المصري سيستخدم “خراطيم المياه” لفتح ثغرات في الساتر.

خطة العبور المصري

في يوم 6 أكتوبر 1973، بدأ الهجوم المصري:

استخدمت القوات المصرية خراطيم مياه عالية الضغط لفتح أكثر من 80 ثغرة في الساتر الرملي.

خلال 6 ساعات فقط، عبر أكثر من 8 آلاف جندي القناة، وتم تحييد نقاط خط بارليف.

تم تدمير أو شل قدرة معظم نقاط خط بارليف في أقل من 24 ساعة.

سقوط خط بارليف كشف أن قوته كانت مبنية على الدعاية والخوف النفسي، وليس على مناعة عسكرية حقيقية. لقد كان جزءًا من حرب نفسية أكثر من كونه مانعًا حقيقيًا.

الخلاصة:

“خرافة الساتر المنيع” تحطمت أمام عبقرية التخطيط المصري، وجسارة الجندي الذي لم يهاب الخرافات المصطنعة. لقد كان خط بارليف حاجزًا من وهم، تغلب عليه الواقع العسكري الصلب.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *