مصطفي قطب
ناقة نبي الله صالح عليه السلام تُعد من المعجزات العظيمة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى إلى قوم ثمود، وهي قصة مذكورة في عدة مواضع من القرآن الكريم.
من هم قوم ثمود؟
قوم ثمود هم قومٌ عربٌ قديمون، كانوا يسكنون منطقة الحِجر (حاليًا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتُعرف بـ”مدائن صالح”)، وقد بعث الله فيهم النبي صالح عليه السلام ليدعوهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام.
معجزة الناقة
طلب قوم ثمود من نبي الله صالح عليه السلام آية (معجزة) حتى يصدقوه، فدعا ربه، فأخرج الله لهم ناقةً عظيمةً من صخرة، قال تعالى:
> “قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ”
[الشعراء: 155]
كانت الناقة معجزة واضحة:
خرجت من وسط الصخرة أمام أعينهم.
كانت تشرب ماء البئر وحدها في يوم، ويشربون هم في اليوم الآخر.
كان لها لبنٌ وفير يكفيهم جميعًا.
رغم وضوح المعجزة، لم يؤمن معظم القوم، بل كذبوا صالحًا وتآمروا على قتل الناقة، لأنهم لم يريدوا ترك كفرهم وطغيانهم. وقد حذرهم صالح عليه السلام من أذى الناقة:
> “فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا”
[الشمس: 13]
لكنهم مع ذلك عقروها (ذبحوها)، فاستحقوا عقاب الله:
> “فَعَقَرُوا النَّاقَةَ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا”
[الشمس: 14]
بعد قتلهم للناقة، أخبرهم صالح أن عذاب الله سيأتيهم بعد ثلاثة أيام، وفعلاً، جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض، فأصبحوا في ديارهم جاثمين (هلكى).
العبرة من القصة
أن الإيمان لا يكون بالمعجزات وحدها، بل بالصدق والنية.
أن الاستكبار والظلم والعناد سبب الهلاك.
أن الرسل لا يملكون العذاب ولا الرحمة، وإنما هم مبلّغون.