المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتب سيد بدران
في إطار جهود وزارة الداخلية للتعامل السريع والحاسم مع الشائعات والمعلومات المضللة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية حقيقة مقطع فيديو متداول ظهرت فيه فتاة تزعم تعرضها لمحاولة “قطع طريق” أثناء قيادتها لسيارتها بأحد شوارع منطقة العمرانية في محافظة الجيزة.
وبحسب ما أعلنته وزارة الداخلية، فإن الفيديو الذي أثار جدلًا واسعًا، ادعت فيه إحدى الفتيات أن شخصين اعترضا طريقها بوضع أحجار وجذوع أشجار في منتصف الشارع، في محاولة لسرقتها أو تهديدها، وأنها تمكنت من الهرب بأعجوبة.
فور تداول الفيديو على منصات التواصل، تحركت الجهات المعنية بفحص الواقعة، حيث تبين من خلال مراجعة سجلات البلاغات الرسمية عدم وجود أي بلاغات مقدمة حول تلك الحادثة المزعومة.
كما أجرت فرق البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة تحريات موسعة، تضمنت الاستماع لشهادات سكان المنطقة وشهود عيان، وجاءت جميع الإفادات لتؤكد عدم حدوث الواقعة من الأساس، وأن الطريق لم يشهد أي محاولة اعتداء أو اعتراض للمارة.
وقد تم تحديد هوية الفتاة صاحبة المقطع، وتبين أنها طالبة جامعية مقيمة بدائرة قسم شرطة العمرانية. وبمواجهتها بالأدلة والتحريات، أقرت أنها اختلقت القصة بالكامل، وقامت بتصوير الفيديو ونشره عبر حسابها الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف زيادة نسب المشاهدات وجذب متابعين جدد، سعيًا لتحقيق أرباح مالية من التفاعل والإعلانات.
وأكد مصدر أمني أن وزارة الداخلية لن تتهاون مع مروجي الشائعات أو من يسعون لتحقيق مكاسب شخصية من خلال بث أخبار كاذبة من شأنها إثارة القلق بين المواطنين أو الإضرار بالسلم العام.
كما دعت الوزارة المواطنين إلى تحري الدقة في تداول الأخبار والمقاطع المصورة، وعدم الانسياق وراء المحتوى المضلل، مع ضرورة الرجوع إلى المصادر الرسمية للتحقق من صحة المعلومات.
أثارت الواقعة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب كثيرون بتشديد الرقابة على المحتوى المنشور، ووضع ضوابط قانونية رادعة للحد من فوضى الفيديوهات المفبركة التي تهدد الأمن المجتمعي وتُضعف ثقة الجمهور بالمصادر الحقيقية.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على ظاهرة “صناعة الترند” الزائف، التي تستغل وسائل التواصل لتحقيق شهرة أو ربح، ولو على حساب الحقيقة والسلامة العامة.
