كتب مصطفى قطب
في إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازاته القارية والدولية، حجز نادي الهلال السعودي مقعده في دور ثمن نهائي كأس العالم للأندية 2025، ليصبح بذلك الممثل الوحيد للعرب وآسيا في الأدوار الإقصائية من البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء تأهل الهلال بعد فوز ثمين ومستحق على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب جيوديس بارك في ناشفيل، ضمن الجولة الختامية لدور المجموعات.
بأداء تكتيكي منظم وروح قتالية عالية، دخل الهلال السعودي اللقاء وهو يعلم أن لا بديل عن الفوز لضمان التأهل. واستطاع لاعبو “الزعيم” فرض سيطرتهم على مجريات المباراة، وسط تراجع واضح في أداء باتشوكا الذي خسر جميع مبارياته الثلاث في البطولة.
الهلال رفع رصيده إلى 5 نقاط، ليخطف بطاقة التأهل الثانية في المجموعة الثامنة، مستفيدًا من خسارة فريق سالزبورج النمساوي أمام ريال مدريد، الذي تصدر المجموعة.
وبهذا الفوز، بات الهلال هو الفريق العربي الوحيد الذي واصل طريقه في البطولة، بعد أن ودعت جميع الأندية العربية الأخرى المنافسات من دور المجموعات، في مشهد يضع المزيد من المسؤولية على كاهل الفريق السعودي لتمثيل الكرة العربية والآسيوية في أقوى محفل كروي على مستوى الأندية.
لم يقتصر إنجاز الهلال على التمثيل العربي، بل أصبح ممثل قارة آسيا الوحيد في الدور المقبل، ما يعكس حجم الخبرات والجاهزية التي يتمتع بها الفريق، سواء على مستوى اللاعبين المحليين أو المحترفين الدوليين الذين يشكلون دعامة قوية لتطلعات النادي.
الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات شهدت أحداثًا ساخنة، أبرزها فوز باريس سان جيرمان على سياتل ساوندرز 2-0، في مباراة أظهرت تفوقًا واضحًا للعملاق الفرنسي، فيما ضمن ريال مدريد بطاقة التأهل بعد تغلبه على سالزبورج، ليؤكد هيمنته على المجموعة ويمنح الهلال فرصة ذهبية للتأهل كثاني الترتيب.
لا شك أن الهلال يدخل دور الـ16 من كأس العالم للأندية بطموحات كبيرة، لا تقتصر على المشاركة المشرفة، بل ترتقي إلى المنافسة على اللقب، خصوصًا بعد المستوى المتميز الذي ظهر به في مرحلة المجموعات.
ويمتلك الهلال أدوات النجاح كافة؛ من جهاز فني صاحب رؤية واضحة، ولاعبين ذوي خبرة دولية، إلى إدارة داعمة وجماهير عريضة تقف خلف الفريق في جميع المحافل.
بانتظار الهلال مواجهات أكثر شراسة في الأدوار الإقصائية، حيث سيواجه فرقًا تملك تاريخًا عريقًا في بطولات العالم والقارات، إلا أن خبرة الهلال في مثل هذه البطولات تمنحه أفضلية نسبية، خصوصًا بعد الأداء المقنع الذي ظهر به أمام باتشوكا.
بعد خروج كافة الفرق العربية، تتجه أنظار الجماهير العربية إلى ممثلها الوحيد في البطولة. ومن المتوقع أن يحظى الهلال بدعم جماهيري عربي واسع النطاق، في مواجهة تحديات الأدوار المقبلة، باعتباره الأمل الأخير لعشاق الكرة العربية في بطولة كأس العالم للأندية.
تأهل الهلال إلى ثمن النهائي ليس مجرد فوز في مباراة، بل هو تأكيد على أن الكرة العربية قادرة على المنافسة العالمية، عندما تتوفر عناصر التخطيط، والاستقرار، والاحترافية.
الهلال اليوم لا يمثل السعودية فقط، بل يحمل راية العرب وآسيا، ويدخل المرحلة القادمة بثقة وثبات، في مهمة جديدة لصناعة المجد في سماء الكرة العالمية.