كتب محمد نادر
في تصريحات حاسمة تكشف عن ملامح سوق السجائر في مصر، أكد إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، أن السوق يشهد حاليًا وفرة في المعروض من السجائر، نافيًا وجود أي بوادر لأزمة ناتجة عن الاحتكار أو نقص في السلعة، رغم التراجع الملحوظ في القوة الشرائية للمواطنين خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح إمبابي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “يحدث في مصر” الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر على قناة “MBC مصر”، أن السبب الرئيسي وراء بعض الاضطرابات التي طرأت على السوق في فترات سابقة هو أن المادة الأساسية لصناعة السجائر لا تُزرع محليًا، بل يتم استيرادها بالكامل بنسبة 100%، ما يجعل القطاع حساسًا جدًا لأي تغيرات في سلاسل الإمداد العالمية أو تقلبات أسعار الاستيراد.
وأضاف رئيس الشعبة أن الشركات العاملة في مجال التصنيع كانت على وشك مواجهة أزمة حقيقية لولا التدارك السريع الذي حدث في توفير المادة الخام، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل بشكل مستمر لضبط السوق وتفادي أي اختناقات قد تؤثر على التوزيع أو الأسعار.
وفي تطور جديد على صعيد الأسعار، أعلن إمبابي أنه تم تطبيق زيادة جديدة في أسعار السجائر بنسبة 12% اعتبارًا من اليوم، في إطار التعديلات المالية التي أُقرت ضمن بنود الموازنة العامة للدولة. وشملت الزيادة فرض نصف جنيه كضريبة إضافية على كل علبة سجائر، ما يُسهم في دعم إيرادات الدولة من هذا القطاع الحيوي.
وفي سياق متصل، أشار إمبابي إلى أن وزارة المالية تستهدف تحصيل نحو 112 مليار جنيه من قطاع الدخان والمعسل ضمن خطتها للموازنة الجديدة، ما يعكس حجم الأهمية الاقتصادية لهذا القطاع الذي يشكل مصدرًا كبيرًا للإيرادات الضريبية.
واختتم إمبابي تصريحاته بجملة لافتة تعكس واقع السوق المصري، حيث قال:
“حتى لو وصلت علبة السجائر إلى 200 جنيه، ستظل تُباع”، في إشارة إلى استمرار الطلب القوي على السجائر رغم تصاعد الأسعار، وهو ما يبرز المفارقة بين الحاجة الاستهلاكية والقدرة الشرائية في السوق المحلي.
تأتي هذه التطورات وسط جدل واسع حول تأثيرات الضرائب الجديدة على المستهلكين، والدور الذي يلعبه قطاع الدخان في دعم الاقتصاد، في وقت تعاني فيه الأسواق العالمية من تحديات توريد وتقلبات سعرية حادة.