كتب مصطفى قطب
خيم الحزن الثقيل على أجواء نادي ليفربول الإنجليزي، بعد إعلان وفاة النجم البرتغالي دييغو جوتا عن عمر 28 عامًا، إثر حادث سير مأساوي صبيحة يوم الخميس. الحادث المفجع لم يُفقد “الريدز” أحد مهاجميه فحسب، بل سلب الفريق روحًا محبوبة طالما أضاءت الملاعب بابتسامتها وعطائها.
اللاعبون، الجهاز الفني، الجماهير، بل وأسرة كرة القدم العالمية بأكملها، وقفت مذهولة أمام الخبر الصادم، الذي لم تستطع الكلمات أن تصفه، بينما تحولت حسابات النادي على مواقع التواصل إلى دفتر عزاء مفتوح، تفيض فيه رسائل الحزن والوفاء.
كان أول من كسر حاجز الصمت الحزين هو المهاجم الأورغوياني داروين نونيز، الذي نشر صورة تجمعه بجوتا خلال احتفال سابق في ملعب أنفيلد، وكتب بكلمات مؤثرة:
“لا توجد كلمات تخفف من هذا الألم العظيم، سأظل أتذكرك دوما بابتسامتك، وكونك زميلا رائعا داخل الملعب وخارجه. أرسل كل قوتي لعائلتك، وأعلم أنك ستبقى معهم بروحك، خاصة زوجتك وأطفالك الثلاثة. ارقد بسلام يا دييغو وأندريه.”
أما النجم الكولومبي لويس دياز، فقد رد الوفاء بوفاء، حين نشر عبر خاصية “ستوري” صورة نادرة يظهر فيها جوتا وهو يرفع قميصًا يحمل اسم “دياز” خلال فترة اختطاف والد الأخير العام الماضي، في لحظة كانت تحمل رسالة دعم إنسانية وقتها. الصورة اليوم، بعد رحيل جوتا، تحولت إلى أيقونة للصداقة والوفاء التي جمعت بين لاعبي ليفربول في أحلك اللحظات.
امتدت موجة الحزن خارج حدود ليفربول، لتشمل جماهير النادي عبر العالم، وعدداً من نجوم الكرة والرياضات المختلفة الذين تقدموا بالتعازي لعائلة جوتا.
مواقع التواصل امتلأت بكلمات المواساة، بينما وصفت تقارير إعلامية الحادث بأنه “فقدان لأحد أنبل نجوم الجيل الجديد”، مشيرة إلى أن “اللاعب كان على موعد مع تألق أكبر في السنوات القادمة، لولا رحيله المفاجئ”.
منذ انضمامه إلى صفوف ليفربول قادماً من وولفرهامبتون، ترك جوتا بصمة مميزة داخل النادي، بفضل روحه القتالية، وأهدافه الحاسمة، وعلاقته الطيبة بزملائه والجماهير. لكنه لم يكن لاعباً فقط، بل كان إنسانًا محبًا، أبًا لثلاثة أطفال، وزوجًا مخلصًا، ورجلًا لم يعرفه أحد إلا وأحبه.
برحيله، يخسر ليفربول أكثر من مهاجم.. يخسر أخًا وصديقًا وزميلاً لا يُعوض. لكن ما لا يمكن أن يموت هو ذكراه، التي ستظل محفورة في قلوب من عرفه، وترددها مدرجات أنفيلد كلما ذُكر اسمه.
وداعًا دييغو جوتا.. رحلت جسدًا، لكنك ستبقى بيننا إلى الأبد.