كتبت بوسي عواد
في كلمة قوية ومباشرة خلال القمة العربية الـ34 المنعقدة في بغداد، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن مشاركته في أعمال القمة تمثل لحظة فارقة في العلاقات بين إسبانيا والجامعة العربية، مشيرًا إلى أن الحضور في قلب العالم العربي يعكس التزام مدريد بدعم قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وشدد سانشيز على أن الكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية “لا يمكن التغاضي عنها”، مطالبًا بضرورة إنهائها فورًا، ومحذرًا من أن ما يحدث يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، بعدما خلف العدوان الإسرائيلي أكثر من 50 ألف شهيد بحسب تقديراته.
وكشف رئيس الحكومة الإسبانية عن نية بلاده تقديم اقتراح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، في خطوة تعكس تصعيدًا دبلوماسيًا غير مسبوق من مدريد على الساحة الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بإدانات لفظية بل اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وأكد سانشيز في خطابه دعم بلاده الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وضرورة تفعيل مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، داعيًا جميع الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة عملية لإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة.
تأتي تصريحات سانشيز في سياق متزامن مع كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي اتهم إسرائيل بانتهاج سياسات عدوانية في فلسطين وسوريا ولبنان، ستدفع المنطقة إلى حلقات متكررة من المواجهات ما لم يتم ردعها دوليًا.
ودعا أبو الغيط إلى دعم لبنان في معركته من أجل حصر السلاح بيد الدولة، مؤكداً على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون احترام سيادة الدول ووحدة شعوبها.
رسائل القمة العربية من بغداد كانت واضحة: لا صمت بعد اليوم على جرائم الاحتلال، والدعم العربي والدولي يتزايد لحل الدولتين، ومحاسبة إسرائيل باتت ضرورة إنسانية قبل أن تكون سياسية.