كتبت بوسي عواد
بدأ الناخبون في رومانيا، صباح اليوم الأحد، التوافد على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي توصف بأنها الأشد تنافسًا منذ سنوات، في ظل أجواء من الحذر السياسي والرقابة الدولية المشددة، وذلك بعد خمسة أشهر فقط من إلغاء نتائج الانتخابات السابقة بسبب اتهامات بتدخلات أجنبية.
وتشهد الجولة الحالية منافسة محتدمة بين مرشح اليمين المتشدد جورج سيميون، المعروف بمواقفه السيادية ودعمه العلني للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبين المستقل نيكوشور دان، عمدة بوخارست، الذي يمثل صوت الاعتدال والتكنوقراط.
وكان سيميون قد تصدر الجولة الأولى التي جرت في الرابع من مايو، بنسبة تأييد بلغت نحو 41%، وهو ما يعادل ضعف ما حصل عليه دان، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تقارب ملحوظ في نسب التأييد، ما يجعل النتيجة النهائية غير محسومة حتى الآن.
ويتابع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن كثب سير العملية الانتخابية. فبينما أبدت بروكسل قلقها من تنامي نفوذ اليمين المتطرف في شرق أوروبا، شددت واشنطن على ضرورة احترام الديمقراطية وشفافية العملية، خاصة بعد انتقاداتها الحادة لفشل الانتخابات السابقة في الخريف الماضي.
يُشار إلى أن الرئيس الروماني يتمتع بصلاحيات واسعة تشمل تعيين كبار المسؤولين، وتمثيل البلاد في قمم الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ما يجعل هذه الانتخابات محورية في تحديد ملامح المرحلة المقبلة للسياسة الرومانية داخليًا وخارجيًا.
وتُغلق مراكز الاقتراع في تمام الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي، على أن تُعلن المؤشرات الأولية بعد انتهاء التصويت، فيما يُنتظر صدور النتائج الرسمية خلال الليل، وسط حالة من الترقب الشعبي والسياسي لواحدة من أهم الانتخابات في تاريخ البلاد الحديث.