المحطة الإحبارية جريدة إليكتورنية شاملة
كتب مصطفي قطب
باب زويلة هو أحد أبرز المعالم التاريخية في القاهرة، ويُعتبر من الشواهد الباقية على عظمة العمارة الحربية في العصر الفاطمي.
تم بناء باب زويلة عام 485 هـ / 1092 م بأمر من الوزير الفاطمي بدر الجمالي خلال عهد الخليفة المستنصر بالله. يُعد هذا الباب واحدًا من ثلاثة أبواب رئيسية لا تزال قائمة من أسوار القاهرة الفاطمية، إلى جانب باب النصر وباب الفتوح. يقع باب زويلة في الجهة الجنوبية من المدينة القديمة، ويُعرف أيضًا باسم “بوابة المتولي” .
يتكون باب زويلة من كتلة بنائية ضخمة تبلغ أبعادها حوالي 25 مترًا عمقًا، 25.72 مترًا عرضًا، وارتفاعًا يصل إلى 24 مترًا عن مستوى الشارع. يضم البرجين المستديرين اللذين يبرزان خارج السور، ويتوسطهما ممر مكشوف يؤدي إلى باب المدخل. في الثلث العلوي من كل برج توجد حجرة دفاع مغطاة بقبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي .
في القرن الخامس عشر، أضاف السلطان المملوكي المؤيد شيخ مئذنتين أعلى البرجين كجزء من بناء جامعه المجاور، جامع السلطان المؤيد، الذي بدأ تشييده عام 1415 م واكتمل عام 1421 م .
باب زويلة لم يكن مجرد بوابة دفاعية، بل كان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية المهمة في مصر. كان يُستخدم كموقع لتنفيذ الأحكام العلنية، حيث كانت تُعلق رؤوس المجرمين على البوابة كتحذير للآخرين. كما كان يُستخدم لمراقبة الأعداء ورمي السهام في حال تعرض المدينة لأي هجوم .
يقع باب زويلة في نهاية شارع المعز لدين الله الفاطمي، أحد أهم الشوارع التاريخية في القاهرة الإسلامية. يمكن للزوار اليوم تسلق البرجين والاستمتاع بإطلالة بانورامية على المدينة القديمة. يُعتبر الباب نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف معالم أخرى قريبة مثل جامع السلطان المؤيد، ومسجد قجماس الإسحاقي، وسوق الخيامية الشهير .
لزيارة باب زويلة، يمكنك التوجه إلى شارع المعز في منطقة القاهرة الإسلامية. الباب يقع بالقرب من محطة مترو العتبة، ويمكن الوصول إليه سيرًا على الأقدام من هناك.
