كتبت بوسي عواد
في تصريح مفاجئ أثار اهتمام الأوساط السياسية والاقتصادية، أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، عن وجود خلافات في الرأي بينه وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة عمله في الحكومة الأمريكية. جاء هذا التصريح في مقابلة مع برنامج CBS Sunday Morning، حيث أشار ماسك إلى أنه لا يتفق مع كل قرارات إدارة ترامب، بل يوافق فقط على بعضها، دون أن يكشف تفاصيل الخلافات بالكامل.
جاءت هذه التصريحات قبل يوم واحد فقط من إعلان ماسك رسميًا مغادرته منصبه في مكتب إدارة كفاءة الحكومة (DOGE) بالبيت الأبيض، لينهي بذلك فترة عمله التي استمرت 130 يومًا كموظف حكومي خاص تحت إدارة ترامب.
قال ماسك: “أجد نفسي في موقف صعب، فأنا لا أريد أن أبدو وكأني أهاجم الإدارة، لكنني في الوقت نفسه لا أريد أن أتحمل مسؤولية كل قراراتها”، معربًا عن استيائه من مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي أقره الجمهوريون والذي وصفه ساخرًا بأنه: “قد يكون كبيرًا أو جميلًا، لكنني أشك أنه يمكن أن يكون الاثنين معًا”.
عُيّن ماسك في نوفمبر الماضي كرئيس مشارك لـ DOGE إلى جانب فيفيك راماسوامي بهدف خفض النفقات الحكومية. وبعد استقالة راماسوامي في يناير، تولى ماسك قيادة البرنامج وحده. لكن عمله في هذا المنصب لم يخلُ من الجدل؛ إذ واجهت شركته تسلا حملات مقاطعة وضغوطًا متزايدة من المستثمرين الذين طالبوه بالتركيز على مهامه الأساسية في الشركة بدلاً من الانشغال بالعمل الحكومي.
أوضح ماسك خلال مؤتمر أرباح تسلا الشهر الماضي أنه سيقلص مشاركته في DOGE للتركيز على شركته، مشيرًا إلى أن خطته تقتصر على “الوجود في البيت الأبيض لبضعة أيام كل عدة أسابيع لتقديم المساعدة حيث أستطيع”، بحسب ما صرّح به في مقابلة مع CNBC في 20 مايو.
يرى مراقبون أن انسحاب ماسك من دوره الحكومي قد يخفف من الضغوط عليه كرجل أعمال، لكنه في المقابل يسلط الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين رواد الأعمال الناجحين والسياسة، خاصة في ظل إدارة مثيرة للجدل مثل إدارة ترامب.