رصاصة في طابور الحياة
بقلم – عمرو الضوي :
يمشي مُثقلةً قدمه إلي مكان توزيع المساعدات عَلَّه يجد ما يسد رمقه هو وإخوته في خيمتهم التي يئنون فيها من الجوع.
(مازن) شاب في السادس عشر من العمر، يمشي إلي ما يسمي (مركز المساعدات)، رغم أنه سمع عن إستشهاد الكثير هناك برصاص الصهاينة، ورغم علمه أيضًا أنه ليس مركزًا للمساعدات بل مركزًا للذُل وقتل ما بقي لديهم من عزة نفس، لكنه مضطَّر لذلك فإما أن يأتي بالقليل من الطعام أو يكون مصيره وإخوته هو الهلاك جوعًا، فهذا هو اليوم الخامس الذي لم يدخل جوفهم شئٌ سوي رشفات قليلة من الماء مع كسرتي خبز يابستين لا يُسمنَّ ولا يُغنين من جوع…
أخيرًا شارف علي الوصول، وهو يري أمامه ما يجعل قلبه يقطر دمًا. عشرات الآلاف يقفون في طوابير تحت الشمس الحارقة تكوي أجسادهم بحرارتها العالية، ينتظرون علَّهم يظفرون بكيلو من الطحين يسد جوعهم وجوع ذويهم أو شئ يُسكت صراخ بطونهم.
طال الإنتظار وبلغت القلوب الحناجر، وفجأة هاج الناس وعمَّت الفوضي وهجم الجمع الغفير علي مستودعات الطعام و ظفر الكثير ببعض إحتياجاته من مقومات الحياة…….
صوت طلقات الرصاص تنهال علي رؤوسهم أصابهم بالرعب، تنهال عليهم من الدبابات ومن أسلحة الجنود الصهاينة تحصد أرواح العشرات وكان من نصيب (مازن) طلقة في ساقه اليمني، وقع إثرها وهو يصرخ علي الأرض، وظل يصرخ حتي تلاشي صوته من الصراخ، وحوله العديد من جثامين الشهداء ملقاة علي الأرض تسيل عليها دماؤهم الطاهرة.
شَخَص ببصره إلي السماء بعد أن تلاشي صوته ناجي ربه بقلبه بعينين دامعتين، ولسان حاله يقول(إلي متي يا إلهي هذه المعاناة، الكل قد تخلَّي عنَّا، القريب والبعيد، يشاهدوننا نُذَبَّح ونموت جوعًا ولا يتحرك أحدٌ من أجلنا، ألهذه الدرجة ليس لنا قيمة عند هذا العالم المنافق؟؟…. وتذرف عيناه الدموع بغزارة وهو يشهق،،،،ونظر مرة أخري إلي السماء وهو يناجي ربَّه ( إن تخلَّي عنَّا العالم، فكفي بك يا الله ناصرًا ومعينًا، يا رب بعناك أنفسنا بالجنَّة، فإجعلنا من أهلها يا أرحم الراحمين)……
تمت