الأحد , يوليو 6 2025

هدنة مع الحياة..حين يكون السلام أقوى من الصراع

كتبت خيريه غريب

في زحمة الحياة، وفي خضمّ المعارك اليومية التي نخوضها مع الواقع، ومع الآخرين، بل ومع أنفسنا أحيانًا، نحتاج إلى هدنة. لا تعني الهزيمة، ولا تدل على الضعف، بل هي استراحة محارب أدرك أن الاستمرار في القتال بلا توقف ليس بطولة، بل استنزاف. نختار الهدوء لا هروبًا، بل وعيًا. نُغلق الأبواب على ضجيج التوقّعات، ونجلس في حضرة ذواتنا، لا لنبكي الخسارات، بل لنُرمم ما تهدّم فينا بصمتٍ محبّ.

 

لسنا مطالبين بأن نحارب كل شيء، فبعض المعارك لا تُخاض إلا على حساب أرواحنا، وبعض الانتصارات تُكلفنا أكثر مما تستحق. ثمة لحظات يكون فيها التوقّف حكمة، والسكوت شجاعة، والتقبّل قوة. ليس كل ما لا نُغيّره هو استسلام، فبعض الأشياء تحتاج أن نحبها كما هي، لا كما نريدها أن تكون. وفي هذا القبول، يكمن السلام، ويولد الجمال الحقيقي للحياة.

 

هدنتنا مع الحياة ليست نهاية الطريق، بل منعطفًا نتنفس فيه بعمق، نراجع ما مضى، ونُعيد ترتيب دواخلنا. هي فرصة لأن نعود أقوى، وألطف، وأكثر اتزانًا. ففي عالمٍ يمجّد السرعة والمواجهة، يصبح السلام قرارًا بطوليًّا.

 

فلنمنح أنفسنا لحظة هدوء، نتأمل فيها الطريق، ونستعيد فيها نبض أرواحنا. فربما نكتشف أنّ أجمل الانتصارات لا تُحقَّق في ميادين القتال، بل في مساحات السلام الداخلي.

شاهد أيضاً

صحابة النبي… سعد بن معاذ رضي الله عنه 

مصطفي قطب سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل وخليفة قائد من الأوس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *