المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
تقرير منةالله
في لحظة طال انتظارها، تستعد مصر لافتتاح أحد أعظم مشاريعها الثقافية في العصر الحديث، المتحف المصري الكبير، الذي لم يُصمم ليكون مجرد صرحٍ أثري، بل منارة عالمية للعلم والثقافة، ومركزًا رائدًا للبحث العلمي في مجال المصريات، يستضيف مؤتمرًا دوليًا سنويًا لعلماء الآثار من مختلف أنحاء العالم.
يمتاز المتحف بأنظمة تشغيل متطورة صُممت بعناية لحماية كنوزه. وتشمل هذه الأنظمة:
مراقبة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي،
نظام دقيق للإنذار ومكافحة الحرائق،
إضاءة ذكية تحافظ على القطع الأثرية من التأثر بالإضاءة التقليدية.
وقد تقرر إجراء فترة غلق مؤقت للمتحف قبل الافتتاح الرسمي، بهدف اختبار جميع الأنظمة وضمان كفاءتها التشغيلية قبل استقبال الزوار.
وضعت وزارة السياحة والآثار خطة تسويق عالمية ضخمة، تشمل:
حملات دعائية رقمية باللغات المختلفة،
دعوة مؤثرين وصحفيين عالميين لزيارة المتحف وتوثيق تجربتهم،
المشاركة في معارض ثقافية وسياحية دولية للترويج للمتحف كرمز حضاري.
كما يجري التعاون مع قطاع الفنادق لتنظيم عروض سياحية شاملة، تضم زيارات للمتحف ومواقع أثرية قريبة، بهدف إطالة مدة إقامة السائح بالقاهرة وتعظيم العائد السياحي.
وفقًا للتقديرات الرسمية، يُتوقع أن يستقطب المتحف أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا، ما يمثل نقلة نوعية في قطاع السياحة:
توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة،
دعم الصناعات اليدوية والتراثية المحيطة بالمتحف.
هذا التأثير الاقتصادي يأتي مصحوبًا بتعزيز صورة مصر كقوة ثقافية عالمية، تستثمر في ماضيها لبناء مستقبلها.
إن المتحف الكبير لا يُعد مجرد متحف، بل هو “الهرم الرابع” كما أطلق عليه الكثيرون، بما يحمله من هيبة التصميم، وعظمة المحتوى، وعمق الرسالة الحضارية. إنه مشروع وطني يُعيد تعريف علاقة المصري بتاريخ أجداده، ويُرسل رسالة قوية إلى العالم بأن مصر لم تزل قلب الحضارة النابض.
في يوم الافتتاح، سيتحول هذا المبنى إلى محطة ثقافية ملهمة لكل من يخطو على أرضه، شاهدة على قدرة المصريين على تحويل الأحلام إلى واقع، وعلى عزيمتهم في صون تراثهم وتقديمه للعالم بأحدث المعايير وأكثرها احترامًا للتاريخ والهوية.
