المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
بوسي عواد
في خضم التصعيد غير المسبوق بين طهران وتل أبيب، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة، أن “النظام الإيراني أصبح أضعف من أي وقت مضى”، معتبراً أن ما يحدث يشكّل فرصة للشعب الإيراني للوقوف في وجه قيادته الحالية، في إشارة إلى اشتداد الضربات المتبادلة بين الطرفين.
وفي المقابل، واصلت إيران حراكها الدبلوماسي على الساحة الدولية، حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، طالب فيه المنظمة الدولية بـ”التحرك العاجل” لوقف ما وصفه بـ”العدوان الصارخ من جانب الكيان الصهيوني”.
وفي تصريحاته التي نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية، أوضح عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي الأخير طال مقرات عسكرية ومنشآت نووية ومبانٍ سكنية داخل إيران، وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من القادة العسكريين، والعلماء، والنساء، والأطفال.
وأشار إلى أن بلاده أرسلت مراسلات عاجلة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، تدعو فيها إلى تحمل المسؤوليات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المادة 51، والتي تُجيز للدول الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان خارجي.
وأكد عراقجي أن إيران لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، مطالبًا المجتمع الدولي بإدانة الهجمات الإسرائيلية بشدة، واتخاذ “إجراءات محددة وفورية” لمحاسبة إسرائيل، التي وصفها بأنها تنتهك القوانين الدولية وتزعزع الأمن الإقليمي والعالمي.
ويأتي هذا التوتر المتصاعد في أعقاب إعلان الحرس الثوري الإيراني عن بدء “عملية الوعد الصادق 3″، التي شملت موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف إسرائيلية، في رد مباشر على هجوم تل أبيب داخل الأراضي الإيرانية.
وفي الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام عربية بانطلاق موجة صاروخية ثالثة من إيران باتجاه إسرائيل، ما ينذر بمزيد من التصعيد والانزلاق نحو مواجهة إقليمية مفتوحة إذا لم تُسفر التحركات الدبلوماسية عن تهدئة فورية.
بين التصريحات النارية والمواجهات العسكرية، يقف المجتمع الدولي على مفترق طرق: إما أن يتحرك بفعالية لاحتواء الموقف، أو أن يشهد اندلاع شرارة حرب قد تمتد إلى ما هو أبعد من حدود طهران وتل أبيب.
