كتبت بوسي عواد
في تطور عسكري هو الأبرز منذ بدء التصعيد بين طهران وتل أبيب، أعلن نائب رئيس إدارة العلاقات العامة للجيش الإيراني أن القوات المسلحة الإيرانية أسقطت ثماني مقاتلات إسرائيلية خلال ما وصفه بـ”المواجهات الدفاعية” العنيفة التي اندلعت فجر الجمعة. كما أكد المسؤول العسكري تدمير عدد من الطائرات المسيّرة والطائرات الصغيرة في عمليات دفاع جوي ناجحة نُفذت بواسطة منظومات متطورة تابعة للجيش الإيراني.
وأوضح المتحدث أن الدفاعات الجوية الإيرانية استهدفت بشكل مباشر طائرتين حربيتين إسرائيليتين، وتم إسقاطهما بنجاح، ما يعكس الجاهزية القتالية العالية للمنظومة الدفاعية في البلاد. وفي تطور أكثر حرجًا لتل أبيب، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن أحد طياري المقاتلات الإسرائيلية أُسر على يد القوات الإيرانية بعد أن نجا من السقوط وتم توقيفه في منطقة غير معلنة.
عملية “الوعد الصادق 3” ورد إيراني على “الأسد الصاعد
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن رسميًا عن بدء تنفيذ عملية عسكرية انتقامية تحت اسم “الوعد الصادق 3″، وهي ثالث سلسلة من الردود الإيرانية على الهجمات التي شنتها إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تصاعدت بشدة في الأيام الماضية.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى “الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها مقاتلاته مواقع عسكرية إيرانية ومراكز يُعتقد أنها مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن انفجارات عنيفة في مناطق متعددة داخل إيران، لا سيما في العاصمة طهران ومحيط منشأة نطنز النووية.
وأكد نائب رئيس إدارة العلاقات العامة بالجيش الإيراني أن إيران لن تتهاون في مواجهة أي تهديد، مضيفًا:
> “قوات جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عدوان جديد، وسنرد بقوة أكبر في حال استمرار الاعتداءات.”
وأشار إلى أن هذه العمليات الجوية الناجحة تأتي تتويجًا لجهود تطوير المنظومة الدفاعية التي تعمل بتقنيات محلية وإقليمية، وأن إسقاط هذا العدد من المقاتلات والطائرات المسيّرة يُعد انتصارًا نوعيًا في معركة السيادة الجوية.
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تزداد المخاوف من تحول المواجهة إلى حرب إقليمية مفتوحة، خاصة مع دخول قوى إقليمية ودولية على خط الأزمة. ولم تصدر تل أبيب حتى الآن تأكيدًا رسميًا بخسائرها، إلا أن مصادر أمنية في إسرائيل تحدثت عن “خسائر مؤلمة” و”تعقيدات ميدانية غير متوقعة”.
ومع استمرار المواجهات وغياب أفق للتهدئة، تبقى الأوضاع مهيأة لانفجار أكبر في حال لم يتم احتواء التصعيد، وسط دعوات أممية ودولية متكررة لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة التفاوض.