كتبت بوسي عواد
في ظل موجة التصعيد المتسارعة بين إيران وإسرائيل، خرج نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بتصريحات حاسمة، جدد فيها موقف موسكو الرافض لأي حلول عسكرية تتعلق بالملف النووي الإيراني، مشددًا على أن المخرج الوحيد من هذا النفق المتوتر هو عبر القنوات السياسية والدبلوماسية.
“كنا ولا نزال نصر على عدم وجود بديل للحل السياسي والدبلوماسي المحض لجميع المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني”، مؤكدًا أن اللجوء إلى القوة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانفجار في المنطقة.
وتعليقًا على الضربة الإسرائيلية لإيران، أشار ريابكوف إلى أن “التصعيد كان واضحًا تمامًا في الأيام الأخيرة”، لافتًا إلى أن التحركات العسكرية والقرارات الأمريكية بإجلاء أفراد من قواعدها في الشرق الأوسط كانت تشير إلى وجود تحضير مسبق لهذا التصعيد.
> “رغم ما تحاول إسرائيل ترويجه بشأن نجاح ضرباتها وتحقيق أهدافها، إلا أن الوضع الأمني سينقلب ضدها، وسيكون أسوأ مما كان عليه قبل الهجوم”، محذرًا من أن تصميم إيران على الرد لم يكن خافيًا على أحد.
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت هيئة البث العبرية مقتل إسرائيليين وإصابة 21 آخرين – ثلاثة منهم بحالة حرجة – نتيجة القصف الصاروخي الإيراني الذي طال مناطق جنوب مدينة تل أبيب، وتحديدًا خلال الموجات الرابعة والخامسة والسادسة من القصف، في إشارة واضحة إلى أن الرد الإيراني لم يكن رمزياً بل مؤلمًا.
وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو حجم الأضرار التي خلفتها الضربات، بما في ذلك تدمير عدة مبانٍ في مركز المدينة المحتلة.
في خضم هذا التدهور الخطير، تؤكد موسكو على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات، وإحياء الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA)، وإبعاد المنطقة عن شبح حرب شاملة قد تكون عواقبها كارثية على الأمن والسلم الدوليين.
نحن نتابع التطورات بقلق بالغ، ونؤكد أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار، ويجب أن يسود صوت العقل في هذه المرحلة الحرجة.”