الأحد , يوليو 6 2025

إيران تُعدم “عميل موساد” وسط تصاعد غير مسبوق مع إسرائيل

كتبت بوسي عواد

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، صباح اليوم الاثنين، تنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحق إسماعيل فكري، بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، وذلك في ذروة التصعيد العسكري والأمني بين طهران وتل أبيب.

 

وأفاد موقع “ميزان أونلاين” التابع للقضاء الإيراني، بأن فكري أُدين بتهمتي “الإفساد في الأرض” و”الحرابة”، وهي من التهم التي تُواجَه بأقصى العقوبات في القانون الإيراني، مشيرًا إلى أن الحكم نُفّذ بعد استكمال جميع الإجراءات القضائية.

 

وجاء تنفيذ الإعدام، بحسب ما أوردته قناة “القاهرة الإخبارية”، في وقت بالغ الحساسية، تزامنًا مع تصاعد التوتر إلى أعلى مستوياته بين إيران وإسرائيل بعد انطلاق الضربات المتبادلة بين الطرفين منذ يوم الجمعة 13 يونيو، والتي وصفتها تقارير دولية بأنها “أخطر مواجهة مباشرة في تاريخ البلدين”.

 

ووفقًا لمصادر استخباراتية إسرائيلية وأخرى إعلامية، فإن العمليات الإسرائيلية المباغتة التي طالت قادة كبار في الجيش والحرس الثوري والعلماء النوويين داخل إيران، نُفذت بمعونة شبكات سرية للموساد داخل البلاد، وهي شبكات تم بناؤها وتفعيلها على مدى سنوات، وفق ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.

 

وتُتهم هذه الشبكات بالوقوف وراء عمليات نوعية، أبرزها اغتيال عالم نووي إيراني بواسطة رشاش آلي عن بُعد، وتخريب منشآت نووية حساسة ببرمجيات خبيثة، وسرقة أرشيف الوثائق النووية الإيرانية في عملية معقدة أثارت حينها ضجة دولية.

 

ووفق المعلومات المتداولة، فإن فكري كان أحد أبرز من ساهموا في تقديم الدعم اللوجستي للموساد داخل إيران، وهو ما جعل السلطات الإيرانية تعتبره “خطرًا أمنيًا مباشرًا” وتتعامل معه بمنتهى الحزم.

 

ويأتي هذا التطور في خضم عمليات عسكرية متبادلة شهدت قصفًا إسرائيليًا مكثفًا على طهران ضمن ما سُمي بـ”عملية قوة الأسد”، ردت عليه إيران بصواريخ باليستية استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك مواقع حساسة وسفارات أجنبية كالسفارة الأمريكية في تل أبيب.

 

ويُعد هذا الإعدام رسالة مزدوجة من طهران، بحسب مراقبين، فهي تؤكد من خلالها رفضها القاطع لاختراق الموساد، وتُبرز قدرتها على ضبط شبكات التجسس الأجنبية رغم الفوضى التي خلفتها الهجمات.

 

ومع تزايد الكشف عن أسماء القتلى رفيعي المستوى في إيران، تتزايد أيضًا الشكوك حول مدى تغلغل الموساد في المؤسسات الإيرانية الحساسة، ما ينذر بتصعيد جديد قد يُطيح بجهود التهدئة ويُشعل فتيل صراع إقليمي مفتوح.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *