كتب مصطفى قطب
في تطور خطير يعكس حجم المأساة الإنسانية المتصاعدة داخل الأراضي الإيرانية، أفادت منظمة “نشطاء حقوق الإنسان في إيران”، ومقرها واشنطن، اليوم الخميس، أن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران تجاوز 639 شخصًا، في حين تخطى عدد المصابين 1300 جريح، في حصيلة تُعد الأعلى منذ بدء التصعيد العسكري بين البلدين.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن المنظمة الحقوقية أن التحقيقات التي أجرتها كشفت عن تحديد هوية 263 مدنيًا و154 عنصرًا من قوات الأمن من بين القتلى، بينما لا تزال مئات الجثامين مجهولة الهوية، ما يُرجح ارتفاع الحصيلة خلال الأيام القادمة مع تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض.
وبحسب المنظمة، فإن المناطق الأكثر تضررًا شملت منشآت مدنية وأحياء سكنية كثيفة السكان، ما زاد من حجم الخسائر البشرية وأثار قلقًا متزايدًا في الأوساط الحقوقية الدولية بشأن طبيعة الأهداف التي تطالها الضربات الإسرائيلية.
اللافت أن الحكومة الإيرانية لم تُصدر حتى الآن بيانات محدثة وشفافة بشأن أعداد القتلى، حيث كان آخر تحديث رسمي لها، صدر يوم الاثنين الماضي، قد أشار إلى 224 قتيلًا و1277 مصابًا فقط، وسط اتهامات دولية لطهران بمحاولة التقليل من حجم الكارثة الإنسانية والإضرار بالحق في الوصول إلى المعلومة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الأعمال العدائية والدعوة إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة لإغاثة المدنيين، وسط تحذيرات منظمات أممية من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية داخل البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يُعد من أخطر المواجهات الإقليمية في السنوات الأخيرة، وقد يؤدي إلى تفجير الوضع في الشرق الأوسط ما لم يتم احتواؤه دبلوماسيًا في أقرب وقت.
يبقى المواطن الإيراني هو الضحية الكبرى وسط لعبة المصالح السياسية والحسابات العسكرية، في وقت تتواصل فيه النداءات الدولية لحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الصراع.