كتب مصطفى قطب
في تطور خطير على جبهة الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل، نقلًا عن وسائل إعلام إسرائيلية، أن 24 شخصًا لقوا حتفهم وأُصيب 838 آخرون، فيما تم إجلاء نحو 5000 مواطن من منازلهم، منذ بدء الهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي طالت طهران وعدة مدن إيرانية.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الهجمات الإيرانية شملت صواريخ باليستية دقيقة المدى وطائرات مسيّرة، استهدفت مناطق حيوية في تل أبيب، بئر السبع، حيفا، وأسدود، مما تسبب في أضرار جسيمة بالبنية التحتية، إضافة إلى حالة هلع واسعة بين السكان، خاصة في المناطق القريبة من الملاجئ التي أصبحت ممتلئة بالكامل.
المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء أكد في تصريحات سابقة أن “الوضع الطبي طارئ للغاية، وتعمل الفرق على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح ونقل المصابين إلى المستشفيات رغم التهديدات الجوية المستمرة”.
وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات صارمة للجيش الإسرائيلي بتكثيف الضربات على الأهداف الاستراتيجية في طهران، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الجارية تحت اسم “قوة الأسد” مستمرة دون توقف، إلى حين القضاء على مصادر التهديد الإيرانية، بحسب وصفه.
:
“نحن لا نرد فقط، بل نهاجم بعمق. طهران ستدفع ثمنًا باهظًا، والجيش تلقى الضوء الأخضر لضرب كل ما يشكل خطرًا على أمن مواطنينا”.
وكانت شرارة هذه المواجهة العسكرية المباشرة قد اندلعت فجر الجمعة 13 يونيو، عندما نفذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية جوية مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران، استهدفت منشآت عسكرية ونووية ومراكز قيادة، في ما وصفته تل أبيب بـ”أضخم عملية جوية ضد إيران منذ عقود”.
إيران ردّت بعد ساعات بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة، لتدخل بذلك المنطقة في أخطر موجة تصعيد عسكري مباشر بين دولتين لطالما تبادلتا الضربات عبر وكلاء إقليميين.
حتى الآن، لم تُسجّل أي مؤشرات جدية على وجود وساطات دولية فعالة يمكن أن تضع حدًا للتصعيد، وسط تحذيرات أممية من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تجر أطرافًا إقليمية ودولية أخرى.
وبينما تستمر الصواريخ في الانهمار على المدن، ويتزايد عدد الضحايا من الطرفين، تبقى الحقيقة الثابتة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأغلى في هذه الحرب الصاخبة.
في خلفية هذا التصعيد، لا تزال الولايات المتحدة تلتزم موقفًا غامضًا، وسط تحذيرات إيرانية متكررة من أنها سترد بشدة على أي دعم عسكري أمريكي مباشر لإسرائيل.
ويرى مراقبون أن الأيام القادمة قد تكون حاسمة في تحديد اتجاه الأزمة: نحو تسوية سياسية… أم نحو صدام إقليمي واسع؟