كتبت بوسي عواد
في تصعيد جديد ينذر باتساع نطاق المواجهة المشتعلة في الشرق الأوسط، وجّه نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي اليوم الخميس 19 يونيو، تحذيرًا صريحًا للولايات المتحدة من مغبة التدخل في الحرب الجارية إلى جانب إسرائيل، مؤكدًا أن بلاده مستعدة للرد بكل حزم في حال تصاعد وتيرة الصراع.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، شدد غريب آبادي على أن “إيران لن تقف مكتوفة الأيدي إذا دخلت الولايات المتحدة إلى الميدان لصالح الكيان الصهيوني”، مؤكدًا أن جميع أدوات الردع مطروحة على الطاولة، وأن طهران لن تتردد في استخدام ما تراه مناسبًا للدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الوطنية.
وأضاف المسؤول الإيراني البارز:
“إذا دخلت الولايات المتحدة المعركة إلى جانب الكيان الصهيوني، فستُضطر إيران إلى تلقين المعتدين درسًا قاسيًا، وستستخدم كل ما لديها من أدوات للرد”.
وتابع مؤكدًا أن “كل الخيارات مطروحة أمام صناع القرار العسكري”، في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية أو توجيه ضربات مباشرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، إذا ما تبيّن لطهران وجود انخراط عسكري أمريكي مباشر إلى جانب إسرائيل.
يأتي هذا التصريح الغاضب من طهران في أعقاب تقارير أمريكية أكدت قيام الجيش الأمريكي بنقل طائرات وسفن من قواعد في الشرق الأوسط، وتكثيف حالة التأهب، تحسبًا لأي هجمات إيرانية محتملة، على خلفية الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية.
ويُنظر إلى هذه التصريحات الإيرانية على أنها تحذير استباقي موجه للبيت الأبيض، في وقت لا تزال فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلتزم الغموض الاستراتيجي حيال احتمال مشاركة واشنطن في الصراع، سواء سياسيًا أو عسكريًا.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تطورات متسارعة في وتيرة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، على خلفية الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت استراتيجية داخل إيران، من بينها مواقع نووية ومراكز بحثية.
وفي مقابل ذلك، ردّت طهران بهجمات صاروخية كثيفة، في واحدة من أكثر موجات التصعيد المباشر خطورة منذ عقود.
وسط هذه الأجواء المتوترة، يتخوف المجتمع الدولي من تحوّل النزاع إلى مواجهة إقليمية شاملة، خصوصًا مع تلميحات طهران باحتمالية استهداف قواعد أمريكية أو حلفاء واشنطن في الخليج حال انخراطها في القتال.
وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض القوى الدولية كروسيا والصين وسلطنة عُمان لتهدئة التوتر، يبقى الميدان وحده هو من يفرض المشهد، في ظل غياب مؤشرات حقيقية على وجود إرادة سياسية لوقف التصعيد.
تحذير غريب آبادي اليوم يمثل رسالة قوية من طهران بأن أي محاولة لتحويل المواجهة من إسرائيل إلى جبهة أمريكية ـ إيرانية، لن تمر دون رد.
ويبقى السؤال الملح الآن: هل تتجه الأزمة نحو صدام مفتوح بين طهران وواشنطن؟ أم أن الدبلوماسية ستجد ثغرة للنجاة في هذا الحريق الإقليمي المشتعل؟