الأحد , يوليو 6 2025

نتنياهو يتوعد إيران بردٍ قاسٍ ويطلق “عملية قوة الأسد”

كتبت بوسي عواد 

في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن إيران “ستدفع الثمن” جراء هجماتها الأخيرة على إسرائيل، مؤكدًا أن الرد الإسرائيلي سيكون حاسمًا واستراتيجيًا. وجاء هذا التصريح في نبأ عاجل بثّته قناة “القاهرة الإخبارية”، وسط توتر متصاعد بين طهران وتل أبيب.

 

وجاءت تصريحات نتنياهو عقب سلسلة من التطورات العسكرية المتسارعة، أبرزها الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة 13 يونيو، في ما أطلقت عليه إسرائيل اسم “عملية قوة الأسد”. وشملت العملية عشرات الطائرات المقاتلة التي قصفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، في تطور عسكري غير مسبوق، دفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إعلان حالة طوارئ عامة داخل البلاد.

 

وردًا على الضربات الإسرائيلية، شنت إيران سلسلة من الهجمات الصاروخية على مراحل، كان أعنفها مساء السبت 15 يونيو، واستهدفت مناطق حساسة في وسط إسرائيل. وأسفرت إحدى الضربات عن انهيار مبنى بالكامل، حيث تم انتشال جثث 13 إسرائيليًا، إضافة إلى إصابة 7 آخرين، وفقًا لما أعلنته الشرطة الإسرائيلية.

 

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية يوم الإثنين 16 يونيو عن ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين إلى 224 قتيلاً، وأكثر من 1000 جريح، نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، والتي طالت مقار دفاعية ومراكز أبحاث حساسة قرب طهران.

 

هذا التصعيد الخطير جاء في توقيت كانت فيه الآمال معقودة على استئناف المسار الدبلوماسي، إذ كان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط. غير أن طهران أعلنت تعليق مشاركتها، ووصفت الضربات الإسرائيلية بأنها “إعلان حرب صريح”، مشيرة إلى أن الحديث عن تفاوض وسط القصف “أمرٌ عبثي”.

 

تُشكل الضربة الإسرائيلية الأخيرة تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، حيث كسرت تل أبيب الخط الأحمر التقليدي بعدم ضرب العمق الإيراني. فقد طالت الضربات مواقع لإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، إلى جانب مقار استخباراتية وقيادات عسكرية عليا.

 

وبالمقابل، أظهرت إيران قدرتها على الوصول إلى العمق الإسرائيلي بصواريخ دقيقة، ما يعزز المخاوف من أن يتحول هذا التصعيد إلى حرب إقليمية شاملة تشمل أطرافًا غير مباشرة في الصراع.

 

في ظل هذا الوضع، أطلقت دول أوروبية وعربية تحذيرات عاجلة من انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة، مطالبةً بوقف فوري لإطلاق النار وعودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات. لكن على أرض الواقع، يبدو أن لغة النار ما زالت تهيمن، في انتظار ما إذا كانت الضربات المقبلة ستجعل من هذا الصراع نقطة اللاعودة في الشرق الأوسط.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *