كتبت بوسي عواد
في مشهد رمزي أثار دهشة المتابعين على منصات التواصل ووسائل الإعلام العالمية، تلقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال زيارته الرسمية إلى الإمارات هدية غير تقليدية تمثلت في «قطرة واحدة من النفط»، خلال مراسم الاستقبال الرسمي في العاصمة أبوظبي.
الهدية الرمزية التي قُدمت لترامب كانت تعبيرًا فنيًا عن الثروة النفطية التي تمثل حجر الأساس في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وتحديدًا الإمارات. وقد نُشرت لحظة تسليم الهدية في مقطع فيديو عبر منصة “إكس” من قبل مارجو مارتن، مستشارة الاتصالات الخاصة بترامب، والتي أرفقت الفيديو بتعليق ساخر قالت فيه: “أعلى جودة زيت موجودة على هذا الكوكب ولم يعطوني سوى قطرة منه… لذا فأنا لست سعيدة!”.
الحدث، رغم بساطته، أطلق موجة واسعة من التحليلات والتعليقات، حيث رأى البعض فيه تلميحًا دبلوماسيًا ذكيًا إلى أهمية الطاقة في خريطة التحالفات الدولية، بينما وصفه آخرون بأنه رسالة سياسية تختزل مسار التعاون بين البلدين في رمز صغير لكنه ثقيل المعنى.
وقد حظي ترامب باستقبال رسمي لافت، حيث رافقت طائرته مقاتلات إماراتية من طراز F-16 حتى هبوطها في مطار أبوظبي، وكان في استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعدد من كبار المسؤولين.
تأتي هذه الزيارة ضمن جولة خليجية شملت السعودية وقطر، ركز خلالها ترامب على تعميق الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية، مع اهتمام خاص بملفات الطاقة والذكاء الاصطناعي. وشهدت الزيارة توقيع عدد من الصفقات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة، في وقت أعلن فيه الرئيس الإماراتي عن ضخ 1.4 تريليون دولار كاستثمارات مستقبلية في الاقتصاد الأمريكي.
وتُعد هذه الزيارة بمثابة عودة قوية لترامب إلى واجهة العلاقات الدولية، تزامنًا مع حراكه السياسي استعدادًا للانتخابات الأمريكية المقبلة، ما يجعل من كل خطوة يتحرك فيها – وحتى كل “قطرة نفط” يتلقاها – ذات دلالات أوسع من ظاهرها.