الأحد , يوليو 6 2025

عراقجي يخاطب مجلس حقوق الإنسان في جنيف وسط تصعيد خطير مع إسرائيل

كتبت بوسي عواد

في تطور دبلوماسي لافت يأتي في ذروة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيلقي كلمة رسمية أمام المجلس مساء الجمعة، في جنيف، وذلك بالتزامن مع انعقاد محادثات حساسة مع الأوروبيين بشأن الملف النووي الإيراني في نفس المدينة.

 

وبحسب المتحدث باسم المجلس باسكال سيم، فإن مداخلة عراقجي ستكون حضورية ومباشرة، حيث سيتحدث في بداية الجلسة المسائية المقررة في تمام الساعة 13:00 بتوقيت جرينتش، وسط ترقب دولي واسع لمضمون الكلمة وتوقيتها، بعد أسبوعٍ دامٍ من المواجهات العسكرية بين طهران وتل أبيب.

 

وأشارت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي إلى أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، دانيال ميرون، سيتحدث لوسائل الإعلام خارج قاعة المجلس قبل مداخلة عراقجي، وتحديدًا عند 12:30 بتوقيت جرينتش، ما يعكس أجواء المواجهة المباشرة على المستوى الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة.

 

ويعقد عراقجي على هامش كلمته، سلسلة لقاءات مغلقة مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في إطار جهود إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك في ظل حالة تزايد القلق الغربي من إمكانية استغلال التصعيد العسكري لتعجيل خطوات تخصيب اليورانيوم أو تقليص الرقابة الدولية.

 

تأتي هذه التحركات بينما لا تزال الأجواء مشتعلة بين إسرائيل وإيران منذ تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية مكثفة على العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة 13 يونيو، ضمن عملية أطلقت عليها تل أبيب اسم “قوة الأسد”، استهدفت فيها منشآت نووية ومراكز عسكرية.

 

وقد ردّت طهران بسلسلة هجمات صاروخية متتالية، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا في الجانبين، وسط تحذيرات دولية من انفجار الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل لا يمكن احتواؤه بسهولة.

 

ترى دوائر التحليل السياسي أن كلمة عراقجي ستحمل على الأرجح اتهامات لإسرائيل بارتكاب انتهاكات إنسانية وعدوان عسكري مباشر، إلى جانب محاولة حشد دعم أممي لإدانة الضربات، في مقابل دفاع إسرائيلي شرس عن “الحق في الدفاع عن النفس”، وهو ما ينذر بتحول منصة مجلس حقوق الإنسان إلى ساحة مواجهة دبلوماسية مفتوحة.

 

المجتمع الدولي يُراقب عن كثب: هل تخرج جنيف باتفاق يخفّض التصعيد؟ أم تكرّس واقعًا جديدًا من المواجهة المستمرة؟ الجواب رهن الساعات المقبلة.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *