كتب مصطفى قطب
في تصعيد غير مسبوق ينذر بانفجار الوضع الإقليمي، توعدت إيران، يوم الإثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بـ”عواقب وخيمة”، ردًا على الضربة الجوية المفاجئة التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها، في وقتٍ يواصل فيه التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب تصاعده لليوم الحادي عشر على التوالي.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد إبراهيم ذو الفقاري، في مقطع مصور بثّه التلفزيون الرسمي:
> “هذا العمل العدواني لن يمر دون رد. سيوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، ويمهد الطريق لتوسيع النزاع في المنطقة”.
وأضاف الفقاري، في لهجة تصعيدية واضحة:
> “كلما ارتكبت الولايات المتحدة جريمة، تلقّت ردًا حاسمًا، وهذه المرة أيضًا ستتلقى الرد نفسه، لكن بشكل أعنف وأوسع”.
تأتي هذه التصريحات عقب تنفيذ قاذفات الشبح الأمريكية “بي-2” ضربة جوية نوعية، استهدفت منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، بأسلحة خارقة للتحصينات، في واحدة من أجرأ العمليات العسكرية الأمريكية على أراضٍ إيرانية منذ سنوات.
ورغم عدم كشف طهران بعد عن حجم الخسائر الفعلية، إلا أن مصادر أمنية غربية أكدت تعرّض المنشأة “لشلل تقني وهيكلي قد يستغرق شهورًا لمعالجته”.
الضربة الأمريكية جاءت وسط تصعيد متبادل بين إيران وإسرائيل، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة 13 يونيو، ما وصفه بـ”ضربة استباقية” على العاصمة الإيرانية، في عملية حملت اسم “قوة الأسد”، وأحدثت هزة في البنية الدفاعية الإيرانية، بحسب تصريحات رسمية إسرائيلية.
ومنذ ذلك اليوم، دخل البلدان في حالة من “الاشتباك شبه المباشر”، مع تسجيل عدة هجمات سيبرانية، وغارات بطائرات مسيّرة، وتهديدات مفتوحة عبر الإعلام والمنصات الدبلوماسية.
مراقبون يرون أن تطورات الأيام الأخيرة تضع الشرق الأوسط أمام لحظة مفصلية، قد تتحول فيها “الضربات الموضعية” إلى حرب شاملة تشمل أكثر من جبهة، خاصة مع دخول الولايات المتحدة طرفًا مباشرًا في المعركة، وتلميحات طهران بالرد ليس فقط على واشنطن، بل على “كل من ساند أو سهّل هذه الجريمة”، في إشارة ضمنية إلى إسرائيل ودول حليفة في المنطقة.
في الأثناء، تتسارع الاتصالات الدبلوماسية بين عواصم القرار الكبرى، في محاولة لنزع فتيل المواجهة، وسط دعوات أوروبية وصينية للتهدئة، وتحذيرات من “انزلاق كارثي” إذا لم تُفعّل قنوات التفاوض فورًا.