المحطة الإحبارية جريدة إليكتورنية شاملة
كتبت بوسي عواد
غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم الجمعة، مختتمًا جولة خليجية استمرت عدة أيام، شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، في تحرك يعكس تصاعد الدور الخليجي في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة من السياسة الأمريكية في المنطقة.
ووفقًا لما أفاد به مراسل وكالة “فرانس برس”، جاءت جولة ترامب حافلة باللقاءات والاتفاقيات، حيث أبرم سلسلة من الصفقات الاقتصادية والعسكرية بقيمة مليارات الدولارات، وصفها بأنها “استثمارات تاريخية” تعزز الاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن الجولة “جلبت استثمارات تتراوح بين 12 إلى 13 تريليون دولار”.
لكن الجانب الاقتصادي لم يكن وحده حاضرًا؛ إذ فاجأ ترامب المتابعين بتعهده برفع العقوبات المفروضة على سوريا “قريبًا”، في إشارة غير مباشرة إلى نية إعادة النظر في السياسة الأمريكية تجاه دمشق، ما يفتح باب التساؤلات حول الدور الروسي في هذه الخطوة المحتملة.
وفيما يتعلق بإيران، لمح ترامب إلى قرب التوصل إلى “اتفاق نووي جديد”، مشيرًا إلى تقدم في المحادثات الجانبية، دون الكشف عن التفاصيل. هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان محاولات إدارة ترامب السابقة لإعادة صياغة العلاقة مع طهران وفق شروط صارمة.
أما عن الأزمة الأوكرانية، فقد قال ترامب، يوم الخميس، من على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من قطر إلى أبوظبي، إنه لا يتوقع “أي اختراق” في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا قبل لقائه المرتقب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا: “لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، سواء أعجبكم ذلك أم لا، حتى ألتقي به”، ما يعكس رهانه الواضح على الدبلوماسية الشخصية في حلحلة الصراع الأكثر اشتعالًا في العالم.
تأتي هذه الجولة في وقت حساس من الحملة الانتخابية الأمريكية، مما يضفي عليها طابعًا مزدوجًا يجمع بين الرسائل الخارجية واستعراض القوة السياسية داخليًا، في مشهد يبدو أن ترامب يسعى من خلاله لترسيخ صورته كصانع صفقات وضامن للاستقرار العالمي من بوابة الشرق الأوسط.
