كتب مصطفى قطب
في تطور مفاجئ يعكس هشاشة التهدئة المعلنة، كشف الإعلام الإيراني، مساء الثلاثاء، عن سماع دوي انفجارات في مدينة بابلسر بمحافظة مازندران شمالي إيران، ما أدى إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة، وسط حالة من الترقب الشعبي والأمني.
وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل أن السلطات الإيرانية رفعت درجة التأهب القصوى بعد تفعيل منظومات الدفاعات الجوية في محيط المدينة الساحلية الواقعة على بحر قزوين، دون الكشف عن طبيعة التهديد أو مصدر الانفجارات حتى لحظة نشر الخبر.
تزامن هذا التصعيد الميداني مع تصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعلن فيها عن توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل، يمتد أولًا لمدة 12 ساعة، ثم يُعلن بموجبه إنهاء الحرب رسميًا.
“الاتفاق تم، والتهدئة تبدأ بـ12 ساعة قابلة للتمديد، وإذا صمدت فسنعلن انتهاء الحرب رسميًا بين الطرفين”.
ورغم إعلان الاتفاق، تشير الأنباء الواردة من شمال إيران إلى أن الواقع على الأرض لا يعكس حتى الآن أي تهدئة ملموسة، في ظل استمرار التحركات الدفاعية الإيرانية، وغياب أي تعليق رسمي من طهران بشأن تصريحات ترامب.
ويرى محللون أن دوي الانفجارات وتفعيل الدفاعات الجوية يشير إلى احتمالية وقوع اختراق أو هجوم محدود من طائرات أو مسيّرات، وهو ما يعيد طرح التساؤلات حول مدى جدية الأطراف في تنفيذ وقف إطلاق النار، وهل الاتفاق بالفعل بدأ يدخل حيز التنفيذ أم أنه لا يزال في إطار التصريحات السياسية فقط.
من جهة أخرى، تشهد محافظة مازندران في الفترة الأخيرة اهتمامًا عسكريًا غير معتاد، كونها تقع بعيدًا عن جبهات الاشتباك التقليدية في جنوب إيران أو حدودها الغربية، ما يرجح أن ما حدث في بابلسر قد يكون جزءًا من رسائل استباقية أو اختبارات دفاعية ضمن استعدادات أوسع.
كما لم تُصدر أي جهة رسمية داخل إيران حتى الآن بيانًا يوضح طبيعة الدوي أو إن كان هناك أي استهداف خارجي، وهو ما يُبقي الوضع ضبابيًا وسط حالة من القلق الشعبي المتزايد.
من الملفت أن وزارة الدفاع الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية لم تعلّق بعد على التصريحات الأمريكية أو أحداث بابلسر، فيما يبدو أن القيادة الإيرانية تراقب الوضع ميدانيًا ودبلوماسيًا قبل اتخاذ أي موقف معلن.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب قد تكون جزءًا من تحرك أمريكي لمحاولة استعادة دور واشنطن كوسيط بعد تصاعد نفوذ وساطات دول أخرى في الملف الإيراني، أبرزها قطر وتركيا والصين.
في ظل هذه المؤشرات المتضاربة، تظل الأسئلة مفتوحة حول مدى إمكانية صمود التهدئة، وما إذا كان الاتفاق المزعوم هو مجرد مناورة سياسية لامتصاص التصعيد، أم مقدمة حقيقية لإنهاء صراع ظل يهدد أمن المنطقة طوال الأسابيع الماضية.
وحتى تتضح الصورة أكثر، تبقى بابلسر نموذجًا لحالة التأهب التي تعيشها إيران رغم التصريحات السياسية الهادئة، وسط مخاوف من عودة التصعيد في أي لحظة، في حال فشل تثبيت وقف إطلاق النار على الأرض.
؟