الأحد , يوليو 6 2025

قطر تدعو واشنطن وطهران لاستئناف المفاوضات النووية بعد تصعيد العديد

كتب مصطفى قطب

في موقف دبلوماسي بالغ الأهمية، دعا رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الثلاثاء 24 يونيو، الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات النووية، مؤكدًا على ضرورة احتواء التصعيد الإقليمي المتسارع، بعد استهداف طهران لقاعدة “العديد” الجوية الأمريكية الواقعة داخل الأراضي القطرية.

 

وجاءت دعوة رئيس الوزراء القطري خلال مؤتمر صحفي عقد في الدوحة، حيث أكد أن المنطقة تمر بـ”لحظة حرجة” تتطلب تغليب الحلول الدبلوماسية على لغة السلاح، مضيفًا:

 

“نحث الجانب الأمريكي والجانب الإيراني على العودة فورًا إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي، واستئناف المحادثات للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم وشامل”.

 

تأتي تصريحات آل ثاني بعد يوم واحد فقط من هجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة العديد الجوية، التي تُعد واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، وتستضيف آلاف الجنود الأمريكيين. ويُعد هذا الاستهداف سابقة خطيرة بالنظر إلى حساسية القاعدة وموقعها داخل حليف استراتيجي للولايات المتحدة.

 

وبينما لم تؤكد الدوحة رسميًا وقوع خسائر بشرية أو مادية داخل القاعدة، إلا أن مصادر غربية رجحت أن الهجوم كان رسالة سياسية من طهران، في ظل استمرار الجمود في الملف النووي، وتصاعد التوتر بين الجانبين الأمريكي والإيراني على خلفية العقوبات والوجود العسكري في المنطقة.

 

تُعد قطر واحدة من أبرز الوسطاء الإقليميين في النزاعات الدولية، وسبق أن لعبت دورًا محوريًا في محادثات سابقة بين واشنطن وطهران، سواءً عبر قنوات سرية أو ضمن إطار دولي.

 

ويؤكد مراقبون أن تصريحات آل ثاني تمثل عودة صريحة للدور القطري في الوساطة، لا سيما بعد اتساع دائرة التوتر الذي قد ينعكس سلبًا على استقرار الخليج والأمن العالمي.

 

 

وحذّر رئيس الوزراء القطري خلال المؤتمر من مغبة استمرار التصعيد، مشيرًا إلى أن الحلول العسكرية لن تنتج سوى مزيد من الأزمات والانهيارات الأمنية والاقتصادية في المنطقة، مؤكدًا أن “الخيار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتفادي مواجهة إقليمية كبرى”.

 

كما شدد على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وضمان أمن الدول الصغيرة والمتوسطة في ظل الصراعات الكبرى، في إشارة ضمنية إلى قلق بلاده من تحوّل أراضيها إلى ساحة صراع بين القوى الدولية.

 

 

وفي الوقت الذي لم يصدر رد فوري من الولايات المتحدة أو إيران على التصريحات القطرية، نقلت وسائل إعلام دولية عن مصادر دبلوماسية أن هناك تحركات غير معلنة لعقد لقاءات تمهيدية في عواصم أوروبية خلال الأسابيع القادمة، وسط ضغوط من أطراف خليجية وأوروبية لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.

 

تعكس تصريحات رئيس الوزراء القطري حجم القلق الإقليمي من انفلات الأوضاع في حال لم يتم احتواء التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران، كما تسلط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الدوحة كجسر تواصل بين الطرفين في هذه المرحلة الحرجة.

 

ويُبقي الجميع أعينهم مفتوحة على ما ستؤول إليه الأيام المقبلة: هل تنجح الدبلوماسية القطرية في إعادة الأطراف إلى طاولة الحوار؟ أم أن المنطقة مقبلة على فصل جديد من التوتر والتصعيد؟

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *