كتب مصطفى قطب
أعلنت الحكومة الإيرانية، صباح اليوم الثلاثاء 24 يونيو، بدء تنفيذ خطة إعادة بناء شاملة للمنازل والمنشآت المتضررة جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت طهران وعددًا من المدن الإيرانية، خلال المواجهة العسكرية الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، في أعنف تصعيد مباشر بين إيران وإسرائيل منذ عقود.
يأتي هذا التحرك الإيراني في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الكامل والشامل الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الإثنين، والذي دخل حيّز التنفيذ رسميًا في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت طهران، بحسب ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الحكومة الإيرانية، فإن الجهات المختصة بدأت فعليًا حصر الأضرار وتنفيذ خطط الإعمار الفوري، مشيرة إلى أن الأولوية ستُمنح للمناطق السكنية والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية التي تعرضت لأضرار مباشرة نتيجة الغارات.
وأوضحت السلطات أن فرق الطوارئ والهندسة العسكرية بدأت إزالة الأنقاض في الأحياء الشرقية من طهران، بالتوازي مع إطلاق حملات دعم إنساني وإغاثي للعائلات التي فقدت منازلها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في تصريحات أدلى بها مساء الإثنين، أنه تم التوصل إلى اتفاق بين تل أبيب وطهران يقضي بوقف إطلاق نار كامل، يدخل حيّز التنفيذ أولًا لمدة 12 ساعة تجريبية، “ثم تُعتبر الحرب منتهية رسميًا إذا لم تُخرق بنود التفاهم”، حسب تعبيره.
وأوضح ترامب أن الجهود الأمريكية جاءت بالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية لضمان التزام الطرفين بالتهدئة، مؤكدًا أن واشنطن ستراقب بدقة مدى الالتزام بخطوات وقف التصعيد.
وكانت المواجهة العسكرية قد بدأت فجر الجمعة 13 يونيو، بعد ضربة استباقية نفذتها إسرائيل تحت اسم “عملية قوة الأسد”، استهدفت مواقع حيوية داخل العاصمة الإيرانية، وهو ما دفع طهران إلى الرد بهجمات صاروخية وباستخدام طائرات مسيرة على قواعد عسكرية إسرائيلية، في تطور غير مسبوق لصراع ظل طويلًا في الظل.
وسقط في هذه المواجهة عشرات القتلى والجرحى، وتضررت أحياء مدنية، كما شُلّت أجزاء من البنية التحتية الحيوية في إيران، خاصة شبكات الاتصالات والكهرباء.
وأكدت مصادر حكومية إيرانية أن وزارة الخارجية ستقود تحركات دبلوماسية في الأيام المقبلة لضمان التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية، بالتوازي مع مساعٍ لتأمين دعم دولي في ملف إعادة الإعمار.
في المقابل، رحّبت عدة دول أوروبية بالاتفاق، داعية إلى البناء على وقف إطلاق النار للدخول في مفاوضات أوسع تشمل الملف النووي الإيراني، والأمن الإقليمي، وملف الصواريخ الباليستية.