المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في خطوة استراتيجية جديدة تدفع بعجلة التنمية وتعزز البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات في مصر، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي القرار الجمهوري رقم 128 لسنة 2025، الذي ينص على الموافقة على اتفاق قرض بقيمة 35 مليون يورو لتمويل مشروع إنشاء خط السكك الحديدية الرابط بين الروبيكي والعاشر من رمضان وبلبيس، وذلك بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
ويأتي هذا القرار ليجسد توجه الدولة المصرية نحو توسيع شبكات النقل الحديثة، وتطوير وسائل الربط بين المدن الصناعية الجديدة والمراكز السكانية، بما يدعم مستهدفات رؤية مصر 2030 في تحقيق تنمية عمرانية متكاملة وشاملة.
يمثل خط السكك الحديدية “الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس” واحداً من أهم المشروعات القومية في مجال النقل، نظراً لما يوفره من دعم مباشر للتنمية الصناعية والاقتصادية في منطقة شرق القاهرة والدلتا. فالروبيكي تعد واحدة من أهم المناطق الصناعية المتخصصة في صناعة الجلود، بينما تُعد العاشر من رمضان وبلبيس من أبرز المدن الصناعية والسكنية ذات الكثافة السكانية العالية.
هذا المشروع لا يخدم فقط أهداف النقل، بل يمتد أثره إلى تحفيز الاستثمار الصناعي، وتيسير انتقال العمالة والمنتجات، وتقليل الاعتماد على النقل البري، مما ينعكس إيجاباً على تقليل الحوادث والانبعاثات البيئية.
الاتفاق مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يعكس الثقة الدولية في الاقتصاد المصري واستقرار بيئته التشريعية والتنفيذية. ويُعد البنك من الشركاء الدوليين الداعمين لمصر في تنفيذ العديد من المشروعات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل.
التمويل الجديد بقيمة 35 مليون يورو يأتي ضمن سلسلة من الاستثمارات الأوروبية في مصر، ويعكس اتجاهاً واضحاً نحو شراكات مستدامة بين القاهرة ومؤسسات التمويل الدولية.
القرار الجمهوري أُصدر بعد الاطلاع على المادة 151 من الدستور المصري، التي تنظم إجراءات الموافقة على الاتفاقات الدولية، وبعد موافقة مجلس الوزراء، مما يضفي على الاتفاق شرعية كاملة ويُهيّئ الطريق لتنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن، بعد التصديق الرسمي عليه.
يدخل هذا المشروع في إطار تطوير منظومة النقل الذكي في مصر، التي تسعى الحكومة إلى تنفيذها من خلال ربط المدن بشبكات حديثة من السكك الحديدية والمترو والمونوريل، مما يُحدث نقلة نوعية في تجربة المواطن اليومية، ويواكب التطورات العالمية في البنية التحتية.
يحمل قرار الرئيس السيسي رسائل متعددة داخلياً وخارجياً، أولها استمرار الدولة في نهج التنمية المتوازنة، وعدم التوقف أمام التحديات الاقتصادية العالمية. وثانيها، التزام الحكومة بجذب التمويلات الميسرة التي لا تُشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد، مقابل عوائد تنموية ضخمة.
خارجيًا، يؤكد القرار أن مصر ما تزال شريكًا موثوقًا به في أعين المؤسسات المالية الكبرى، وقادرة على إدارة مشروعات قومية عملاقة بكفاءة واستدامة.
يعد مشروع خط السكك الحديدية “الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس” بمثابة ركيزة جديدة في بنية مصر الحديثة، وإضافة قوية لشبكة النقل التي تتسع يومًا بعد يوم لتواكب طموحات الجمهورية الجديدة، تحت قيادة رشيدة تراهن على البنية التحتية كقوة دافعة نحو المستقبل.
مشروع اليوم هو استثمار في الغد… وقطار التنمية ينطلق بثبات.
