الأحد , يوليو 6 2025

ترامب يهاجم ناتاشا برتراند بعنف لفظي بعد كشف تقرير نووي عن إيران

كتب مصطفى قطب

في تصعيد جديد يضاف إلى سلسلة هجمات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على وسائل الإعلام، فتح ترامب النار على مراسلة قناة «سي إن إن» الشهيرة ناتاشا برتراند، بعد نشرها تقريرًا استند إلى تقييم استخباراتي أمريكي يكشف تفاصيل الضربة الأخيرة التي استهدفت منشآت إيران النووية في 13 يونيو الجاري.

 

الهجوم اللفظي الحاد الذي شنه ترامب أثار ضجة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، وسط تساؤلات حول حدود الخطاب السياسي، ودور الإعلام في تغطية قضايا الأمن القومي.

 

عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، كتب ترامب مهاجمًا برتراند:

“يجب طرد ناتاشا برتراند من (سي إن إن)… شاهدتها تنشر أخبارًا زائفة لثلاثة أيام متتالية. يجب توبيخها ثم طردها مثل الكلب!”

 

ترامب، الذي كان غاضبًا من التقرير، اتهم برتراند بـ”الكذب المتعمد”، قائلاً إنها “تسعى لتشويه صورة الطيارين الأمريكيين الذين نفذوا مهمة ناجحة ودقيقة ضد أهداف إيرانية بالغة الحساسية”، مضيفًا: “إنها غير مؤهلة للظهور على الشاشة، وتعمل على تدمير ما تبقى من مصداقية شبكة كانت عظيمة”.

 

بدأت الأزمة بعد أن كانت ناتاشا برتراند أول من كشف عن مضمون التقييم الاستخباراتي الأمريكي للأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، عقب الغارات الأمريكية التي استهدفت ثلاث مواقع حساسة، أسفرت بحسب التقرير، عن خسائر بشرية تضمنت مقتل علماء وقادة عسكريين.

 

وأكد التقرير أن الضربات، رغم وصفها بالناجحة تقنيًا، لم تتمكن من تدمير كامل البنية التحتية النووية الإيرانية، بل كشفت عن “قدرة طهران على الصمود والاستجابة” بطرق غير متوقعة.

 

في رد رسمي، دافعت شبكة “سي إن إن” بقوة عن مراسلتها، قائلة في بيان نشرته على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):

“نحن ندعم بنسبة 100% الصحافة المهنية لناتاشا برتراند، وخاصة تغطيتها لتداعيات الضربة الأمريكية على إيران، ونؤكد أن التقرير يستند إلى مصادر استخباراتية موثوقة ونتائج أولية قابلة للتحديث.”

 

وأضاف البيان أن “نقل مثل هذه المعلومات يعد من صميم الدور الصحفي الذي يخدم المصلحة العامة، بغض النظر عن مدى إزعاجها للسياسيين.”

 

ناتاشا برتراند، من مواليد 12 مايو 1992، وتبلغ من العمر 33 عامًا.

تعمل كمراسلة سياسية لدى قناة CNN، وسبق لها أن عملت لدى مؤسسات كبرى مثل بوليتيكو، ذا أتلانتيك، وبيزنس إنسايدر.

 

تحمل شهادة مزدوجة في العلوم السياسية والفلسفة من كلية فاسار المرموقة في نيويورك، وكانت جزءًا من الفريق الصحفي الذي فاز بجائزة “إيمي” عن تغطيته الشاملة للحرب الروسية الأوكرانية.

 

برتراند متخصصة في ملفات الأمن القومي والمخابرات والسياسات الخارجية، وتُعرف بأسلوبها الدقيق في كشف كواليس القرارات العسكرية والأمنية، وهو ما جعلها هدفًا متكررًا لهجمات المحافظين، خاصة ترامب.

 

هجوم ترامب يعيد فتح النقاش حول حرية الصحافة ومكانتها في الأنظمة الديمقراطية، وسط تزايد قلق المنظمات الإعلامية من تكرار استهداف الصحفيين عبر حملات تشويه شخصية، ومحاولات تجريدهم من المصداقية بدلاً من الرد بالمعلومات.

 

ويؤكد مراقبون أن ما يزعج ترامب ليس فقط مضمون التقرير، بل حقيقة أن صحفية شابة استطاعت أن تكشف خفايا تقييم استخباراتي حساس قبل حتى أن يُعلن عنه رسميًا.

 

الهجوم الذي شنه دونالد ترامب على ناتاشا برتراند يعكس أزمة مستمرة بين السلطة والإعلام، تتجاوز شخص المراسلة أو التقرير، وتمتد إلى مفاهيم كبرى تتعلق بحرية التعبير وحق المعرفة.

 

فبينما يرى ترامب أن الصحافة “تنشر الأكاذيب”، يرى الصحفيون أن نقل الحقيقة، وإن كانت مزعجة، هو جوهر مهنتهم.

 

 

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *