كتب مصطفى قطب
في جريمة تهزّ القلوب وتجمّد الدماء، شهدت قرية زهرة التابعة لمركز المنيا مساء الأربعاء، واقعة مروّعة حين أقدم أب على قتل أطفاله الثلاثة بطريقة وحشية، مستغلًا غياب زوجته عن المنزل منذ أسبوعين إثر خلافات أسرية.
البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا عاجلًا من غرفة عمليات النجدة، يُفيد بورود بلاغ من أهالي قرية زهرة عن ارتكاب جريمة قتل داخل أحد المنازل، والمتهم فيها المدعو «أ. م. ع» البالغ من العمر 37 عامًا، ويعمل عاملًا بسيطًا.
انتقل فريق من ضباط البحث الجنائي على الفور إلى موقع البلاغ، حيث تم العثور على جثث الأطفال الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، غارقين في دمائهم داخل غرفة النوم. وقد تم التحفظ على الجثامين ونقلها إلى مشرحة المستشفى، مع فرض كردون أمني حول موقع الجريمة.
وبحسب التحريات الأولية، فقد تبين أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية حادة، وسبق أن نشبت خلافات شديدة بينه وبين زوجته، ما دفعها إلى ترك المنزل منذ نحو أسبوعين، تاركة الأطفال الثلاثة في رعايته، قبل أن يتحوّل الأب إلى قاتل بدم بارد في لحظة انهيار.
وأفاد الأهالي في شهاداتهم أن الأب كان يعاني من تغيرات نفسية وسلوكية واضحة خلال الأيام الماضية، لكن لم يتخيل أحد أن الأمر سيصل إلى ارتكاب جريمة بشعة بحق فلذات كبده، مشيرين إلى أنه لم يكن يتحدث كثيرًا، وكان يظهر عليه الانعزال والارتباك.
وقد تم القبض على المتهم في الحال، والتحفظ على الأداة المستخدمة في الجريمة، والتي لم يُكشف عن نوعها بشكل رسمي حتى الآن، فيما تولت النيابة العامة التحقيق، وقررت انتداب الطب الشرعي لتشريح جثث الضحايا، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة بالكامل.
وأثارت هذه الجريمة حالة من الصدمة والحزن الشديد بين أهالي القرية، الذين لم يصدقوا أن “أ.م.ع” يمكن أن يُقدم على مثل هذا الفعل، خاصة وأنه كان معروفًا بين بعضهم بهدوءه وانعزاله، لكنهم أجمعوا على أن الخلافات الزوجية والوحدة النفسية قد تكون لعبت دورًا مأساويًا في تحوّله إلى قاتل.
وتُعيد هذه الجريمة فتح ملف الاضطرابات النفسية والإهمال المجتمعي في التعامل مع الحالات الحرجة، فضلًا عن أهمية دور مؤسسات الدعم النفسي والاجتماعي والتدخل المبكر في منع مثل هذه الكوارث الإنسانية، التي تدفع ثمنها البريء أرواح لا ذنب لها سوى أنها وُلدت في بيئة مختلة.