كتبت بوسي عواد
في أول رد فعل عربي رسمي على التصعيد الأخير بين تل أبيب وطهران، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشدة الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، واعتبرتها “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، حسبما أفادت “أخبار اليوم”.
وأكدت الجامعة العربية في بيان رسمي اليوم الجمعة أن استمرار هذه الهجمات من جانب إسرائيل “يهدد بإشعال المنطقة بأسرها، ويقود إلى تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
ودعت الأمانة العامة المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، إلى “تحرك فوري وحاسم” لوقف هذه الاعتداءات، والعمل على احتواء التصعيد المتسارع، ومنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تخرج عن السيطرة.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسعًا على العاصمة الإيرانية طهران، فيما أطلق عليه اسم “عملية قوة الأسد”.
ووفقًا لإعلان جيش الاحتلال، فقد شاركت عشرات المقاتلات الحربية في الضربة الافتتاحية التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل العمق الإيراني، ما أدى إلى حالة استنفار قصوى في طهران.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء إسرائيل، في وقت تزايدت فيه المخاوف من رد إيراني مباشر أو عبر وكلاء إقليميين.
وفي موقف داعم للموقف العربي، أدانت مصر بأشد العبارات الضربة الإسرائيلية لإيران، ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي ومساس خطير بسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.
تأتي هذه التطورات بينما كان من المفترض أن تُعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة برعاية سلطنة عُمان، إلا أن الضربة الإسرائيلية باتت تهدد بنسف هذا المسار التفاوضي بالكامل.
الضربات التي استهدفت منشآت حساسة قرب العاصمة الإيرانية، ومنها مواقع يُعتقد أنها مرتبطة ببرنامج إيران النووي، تُمثّل نقلة نوعية في نهج إسرائيل العسكري، وقد تُمهّد لصدام مفتوح بين القوتين، لا سيما في ظل تقارير عن إصابة مستشار المرشد الأعلى علي شمخاني في إحدى الغارات.
وفي ضوء هذه التطورات، تتزايد التحذيرات من أن الشرق الأوسط يقف اليوم على حافة حرب إقليمية، ما لم يتم التدخل لوقف التصعيد المتبادل، وإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض قبل فوات الأوان.