المحطة الإخبارية جريدة إليكترونية شاملة
كتبت بوسي عواد
في تحذير هو الأشد منذ تصاعد التوترات بين تل أبيب وطهران، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، منذ قليل، إنه “يجب عدم مهاجمة المنشآت النووية تحت أي ظرف”، وذلك في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران فجر اليوم الجمعة، وفق ما نقلته شبكة “العربية عاجل”.
تصريحات جروسي جاءت في لحظة حرجة تشهدها المنطقة، بعد أن أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية استباقية ضد أهداف وصفتها بـ”الاستراتيجية” داخل العمق الإيراني، في ما بات يُعرف بـ”عملية قوة الأسد”.
ورغم أن إسرائيل لم تصرّح رسميًا بأن الهجوم شمل منشآت نووية، إلا أن التحذير الصريح من جروسي يعكس قلقًا دوليًا متصاعدًا من احتمالية استهداف البنية التحتية النووية في إيران، ما قد يؤدي إلى كارثة أمنية وبيئية إقليمية ودولية في آن واحد.
وحذر مدير الوكالة الذرية من أن “المنشآت النووية محمية بموجب القانون الدولي، وأي تهديد لها يُعد انتهاكًا خطيرًا لأحكام معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”.
وكان من المقرر أن تُعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة برعاية سلطنة عمان خلال الأيام المقبلة، إلا أن الهجوم الإسرائيلي قد وجّه ضربة قاصمة لهذا المسار، وفتح الباب على مصراعيه أمام تصعيد جديد.
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام إيرانية عن إصابة مستشار المرشد الأعلى، علي شمخاني، في إحدى الضربات التي استهدفت منشآت قرب طهران، ما يضاعف من حالة التوتر والغضب داخل القيادة الإيرانية.
الهجوم الإسرائيلي دفع العديد من الجهات الإقليمية والدولية إلى التحذير من تبعات التصعيد. وكانت جامعة الدول العربية قد أدانت بشدة الضربات ووصفتها بانتهاك سافر للقانون الدولي، كما دعت إلى تحرك فوري من المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة.
بدورها، فرضت إسرائيل حالة الطوارئ الشاملة، تحسبًا لرد إيراني محتمل بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة، وفق ما أعلنه وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
الهجوم الذي استهدف مواقع قريبة من العاصمة طهران يُنظر إليه في بعض الأوساط السياسية على أنه “رسالة مشفّرة” من إسرائيل لإيران والمجتمع الدولي، تفيد بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تنامي القدرات النووية الإيرانية، حتى ولو كان الثمن مواجهة مباشرة.
لكن تحذير الوكالة الذرية اليوم، يعكس خطًا أحمر واضحًا يرسمه المجتمع الدولي، مفاده أن السلامة النووية ليست ساحة للمناورات العسكرية، بل مسؤولية دولية مشتركة لا تحتمل التلاعب أو التصعيد.
