الأحد , يوليو 6 2025

مظاهرات حاشدة بطهران تطالب بالثأر وتصعيد مرتقب في الأفق

كتب مصطفى قطب

شهدت العاصمة الإيرانية طهران، عقب صلاة الجمعة اليوم، مظاهرات شعبية واسعة غلب عليها الطابع الغاضب، حيث ندد آلاف الإيرانيين بالضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل البلاد، وطالبوا القيادة الإيرانية بالرد السريع والثأر لدماء القادة العسكريين الذين قُتلوا في الهجوم.

 

ورفع المحتجون خلال المظاهرات لافتات تحمل صور القادة الذين سقطوا في العملية، إلى جانب شعارات مناهضة لتل أبيب، وهتافات تطالب بـ”الانتقام العاجل”، وسط تزايد التوتر الشعبي والرغبة في ردع أي اختراق إسرائيلي جديد.

 

وكانت إسرائيل قد نفذت، فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية وُصفت بأنها “الأوسع” منذ سنوات، طالت منشآت نووية وعسكرية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، وفقًا لما أكدته مصادر إيرانية رسمية، بينما اعتبرت تل أبيب أن الضربة جاءت “استباقية ودقيقة”، مبررة ذلك بوجود “تهديد وشيك من البرنامج النووي الإيراني”.

 

وفي أول رد رسمي إيراني، توعد المرشد الأعلى علي خامنئي، إسرائيل بـ”مصير مرير ومؤلم”، مشيرًا إلى أن الرد لن يتأخر، وأن الشعب الإيراني “لن يسمح بمرور هذه الجريمة دون عقاب”، في خطاب وصفه محللون بأنه يحمل مؤشرات قوية على تصعيد وشيك.

 

من جانبها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى في البلاد، وأمرت الجيش بالاستعداد الكامل لأي هجمات انتقامية محتملة. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية التي أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” استهدفت بشكل مباشر منشآت نووية ومراكز عسكرية تشكل تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي، بحسب تعبيره.

 

في سياق متصل، حذّر عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين من احتمالية انزلاق المنطقة إلى صراع طويل الأمد، خاصة في ظل امتلاك إيران قدرات عسكرية صاروخية يمكن أن تُحدث أضرارًا جسيمة داخل العمق الإسرائيلي، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من الضربات المتبادلة التي قد تخرج عن نطاق السيطرة.

 

في مشهد يُنذر بمزيد من التصعيد، تتجه الأنظار الآن إلى رد الفعل الإيراني الرسمي والعسكري، بعد موجة غضب شعبي متصاعدة وضغوط داخلية للرد الحاسم. وبينما يواصل المجتمع الدولي متابعة التطورات بقلق بالغ، تسود حالة من الترقب داخل الأوساط الدبلوماسية بشأن تداعيات الضربة الإسرائيلية ومآلات المواجهة المحتملة.

 

فهل ستكتفي إيران بالوعيد أم ستفتح أبواب التصعيد؟ وهل يستطيع المجتمع الدولي كبح جماح حرب إقليمية وشيكة؟

أسئلة مفتوحة على طاولة أزمة مشتعلة… والعالم يحبس أنفاسه.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *