الأحد , يوليو 6 2025

“اليونيسف”: التصعيد العسكري في إيران يهدد حياة ملايين الأطفال

كتبت بوسي عواد

في نداء عاجل يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في إيران، حذرت مونيكا أوليدزكا نيلسن، القائمة بأعمال ممثلة منظمة اليونيسف في طهران، من أن التصعيد المستمر في الأعمال العدائية يشكّل تهديدًا خطيرًا على حياة وسلامة ملايين الأطفال الإيرانيين.

 

 

وكشفت نيلسن، في بيان صدر اليوم، أن الغارات الجوية خلال الأيام الستة الماضية استهدفت ما لا يقل عن 18 محافظة إيرانية، مشيرة إلى أن التقارير الأولية توثق مقتل 73 امرأة وطفلًا على الأقل، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار الضربات.

 

 

وكانت غارة جوية على مبنى سكني في العاصمة طهران يوم 13 يونيو قد أسفرت عن مقتل 20 طفلًا دفعة واحدة، وفقًا لتقارير محلية ودولية، في واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد المدنيين منذ بدء النزاع المفتوح بين إيران وإسرائيل.

 

 

وأوضحت نيلسن أن العائلات الإيرانية باتت تنقل أطفالها من منطقة إلى أخرى طلبًا للأمان، لكن دون جدوى، مضيفة:

 

تفيد العائلات بأن أطفالها يعانون من الصدمة النفسية والخوف نتيجة العنف المتواصل.. التأثير النفسي آخذ في التفاقم، مضاعفاً الخطر الجسدي والأضرار طويلة الأمد التي يُخلّفها النزاع”.

 

 

وأكدت المسؤولة الأممية أن أي تصعيد إضافي في هذا النزاع ستكون له عواقب مدمّرة على الأطفال، خصوصًا في المجتمعات الأشد فقرًا والأكثر هشاشة، حيث البنية التحتية الصحية والتعليمية إما تضررت أو خرجت بالكامل عن الخدمة.

 

 

ودعت نيلسن جميع أطراف النزاع إلى الاحترام الفوري لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، مطالبة بحماية العاملين في المجال الإنساني، وضمان سلامة الأطفال والمنشآت الحيوية مثل المدارس والمستشفيات التي باتت أهدافًا متكررة للغارات.

 

 

وقالت: “من الضروري أن تبقى البنية التحتية المدنية، التي يعتمد عليها الأطفال للبقاء والتعلم والتعافي، خارج دائرة الاستهداف.”

 

 

ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه إيران تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ فجر يوم 13 يونيو، عقب إطلاق إسرائيل “عملية قوة الأسد” التي شملت عشرات الغارات الجوية على منشآت عسكرية ومدنية، وسط تحذيرات دولية من تحول الصراع إلى كارثة إقليمية شاملة.

 

 

وفي ظل عجز الجهود الدبلوماسية عن إيقاف دوامة العنف، يُعد الأطفال الضحايا الأكثر هشاشة في هذا المشهد المأساوي، حيث لا ملاذ آمن، ولا نظام حماية قادر على إنقاذهم من نيران حرب لا يد لهم فيها.

 

 

ويظل المجتمع الدولي مطالبًا بخطة تدخل إنساني عاجلة، قبل أن يُكتب للطفولة في إيران أن تُدفن تحت الأنقاض، ومعها جيل بأكمله يواجه مستقبلاً مكسورًا.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *