الإثنين , يوليو 7 2025

تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل يُشعل المنطقة منذ 15 يونيو

كتب مصطفى قطب

منذ فجر السبت الموافق 15 يونيو 2025، دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة جديدة وخطيرة، مع إطلاق إيران موجات كثيفة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه أهداف حيوية في العمق الإسرائيلي، في تطور وصفته تل أبيب بـ”التصعيد الأخطر منذ عقود”. التصعيد أتى كردّ مباشر على سلسلة من عمليات الاغتيال استهدفت قيادات وعلماء إيرانيين بارزين داخل العاصمة طهران.

 

وبحسب مصادر إعلامية إيرانية وعسكرية غربية، أطلقت إيران خلال خمسة أيام فقط ما يزيد عن 500 صاروخ باليستي، وأكثر من 1,000 طائرة مسيّرة هجومية من طرازات متطورة، مستهدفة منشآت عسكرية، ومحطات طاقة، وبنية تحتية في مناطق مثل تل أبيب، بئر السبع، عسقلان، أشدود، النقب، القدس، وحيفا.

 

وكان من أبرز الأهداف التي أُصيبت مستشفى سوروكا في بئر السبع، والذي تعرض لصاروخ بعيد المدى خلّف دمارًا واسعًا وأصاب عددًا من العاملين والمرضى، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة الإسرائيلية.

 

في المقابل، فعّلت إسرائيل ثلاث من أنظمتها الدفاعية الصاروخية المتقدمة: القبة الحديدية، ومقلاع داوود (David’s Sling)، وآرو-3 (Arrow 3). وقد نجحت في اعتراض أكثر من 90% من المقذوفات، إلا أن بعضها نجح في اختراق الدفاعات، متسببًا في مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا بين مدنيين وعسكريين، فضلًا عن 300 جريح، بحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية.

 

وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مصادر عسكرية إسرائيلية، تراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ الإيرانية خلال اليومين الأخيرين إلى ما بين 30 و40 صاروخًا يوميًا، نتيجة تدمير نحو 40% من منصات الإطلاق الإيرانية داخل العمق الإيراني، عبر غارات جوية مركّزة نفذتها إسرائيل باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية عالية الدقة.

 

وقد بثت هيئة البث الإسرائيلية مقاطع مصورة تُظهر لحظات استهداف تلك المنصات، في رسالة ردع واضحة لطهران.

 

ويعكس هذا التصعيد الخطير تحولًا جذريًا في شكل الصراع بين البلدين، إذ تم تجاوز مرحلة “الحرب بالوكالة” والضربات المحدودة، إلى مواجهة مباشرة وكاملة بالأدوات العسكرية التقليدية، وهو ما يثير مخاوف جدّية لدى المجتمع الدولي من اندلاع حرب إقليمية شاملة قد تطال أطرافًا إقليمية ودولية.

 

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذا النزاع، في ظل غياب أي مؤشرات واضحة على تهدئة قريبة، واستمرار التصعيد على الأرض وفي الأجواء.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *