كتب مصطفى قطب
في تطور لافت يعكس حجم التوتر الأمني المتصاعد، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فجر اليوم الأحد، عن تطبيق تغيير فوري وشامل في سياسة الدفاع لقيادة الجبهة الداخلية، وذلك بمصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي، وفي أعقاب تقييم أمني طارئ للوضع العام في البلاد.
وقال أدرعي في بيان رسمي:
“بمصادقة وزير الدفاع، وفي ختام تقييم شامل للوضع الأمني، تقرر أنه ابتداء من الساعة 03:45 صباحًا، سيطرأ تغيير فوري في سياسة الاحتماء للجبهة الداخلية.”
وأوضح أن التغيير يشمل نقل جميع المناطق داخل إسرائيل إلى “مستوى العمل الضروري” فقط، وهو المستوى الذي يُفرض في حالات الطوارئ القصوى، حيث تُحظر فيه معظم الأنشطة العامة، بما في ذلك الأنشطة التعليمية والتجمعات العامة، فيما تُستثنى فقط مراكز ومرافق العمل الحيوية والضرورية لاستمرار الخدمات الأساسية.
ويأتي هذا الإجراء غير المسبوق في ظل تزايد المخاوف من رد إيراني محتمل على الهجوم الأميركي-الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت حساسة داخل الأراضي الإيرانية، من أبرزها منشأة “فوردو” النووية، الأمر الذي وضع تل أبيب في حالة تأهب قصوى.
وأكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أن قيادة الجبهة الداخلية ستواصل متابعة التطورات الميدانية لحظة بلحظة، داعيًا الجمهور إلى الانصياع الكامل للتعليمات والإرشادات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة.
ويعكس هذا التحول المفاجئ في سياسة الحماية المدنية داخل إسرائيل حجم التهديدات المتوقعة في الساعات والأيام المقبلة، لا سيما مع رفع حالة الاستعداد في صفوف سلاح الجو، وانتشار وحدات الدفاع الجوي في عدد من المناطق الحساسة.
ويرى مراقبون أن قرار الجيش الإسرائيلي بإغلاق المؤسسات التعليمية ووقف الفعاليات الجماهيرية يشير إلى توقعات بوقوع تطورات أمنية خطيرة ووشيكة، في ظل حالة الاحتقان المتصاعدة بين إسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى.
ومن المتوقع أن تعلن السلطات الإسرائيلية خلال الساعات المقبلة تفاصيل إضافية حول الإجراءات الوقائية المتبعة، وسط ترقب شعبي واسع وتحذيرات دولية من انفجار محتمل للوضع الأمني في الشرق الأوسط.