تنسيق أميركي-إسرائيلي مسبق في الهجوم على منشآت إيرانية

كتب مصطفى قطب

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح اليوم الأحد، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بالهجوم الأميركي الواسع الذي استهدف مواقع إيرانية حساسة، وعلى رأسها منشأة “فوردو” النووية، مؤكدة وجود تنسيق عسكري واستخباراتي وثيق مع تل أبيب، ومشاركة إسرائيلية فعّالة في بعض المهام العملياتية.

 

ووفقًا لما أوردته القناة 14 الإسرائيلية، فإن مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل ظل في حالة انعقاد دائم حتى لحظة تنفيذ الضربة الأميركية، ما يعكس حالة الاستنفار القصوى التي رافقت العملية داخل أروقة القرار في تل أبيب. وأضافت القناة أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تنفيذ مهام عملياتية محددة، وقد تم التنسيق بشأنها مسبقًا ضمن تفاهمات استراتيجية بين الجانبين.

 

وفي تطور لافت، نقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي جرى مساء السبت، بموعد تنفيذ الهجمات على المواقع الإيرانية، في تأكيد واضح على انخراط الإدارة الأميركية السابقة في الإعداد للعملية.

 

من جانبها، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن ترمب ونتنياهو تبادلا وجهات النظر في اتصال دام عدة دقائق قبيل انطلاق الهجمات بعدة ساعات، وهو ما وصفته الهيئة بـ”الترتيب الدقيق والمسبق لضربة تحمل أبعادًا استراتيجية”.

 

وبحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، فإن الطائرات الأميركية ألقت قرابة 30 طناً من المتفجرات على منشأة “فوردو”، في واحدة من أعنف الغارات الجوية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران على مدار العقود الأخيرة.

 

وفي تصريحات لافتة، وصف مصدر أمني إسرائيلي القصف بأنه “تحوّل دراماتيكي يشكّل لحظة تاريخية في المنطقة”، مؤكداً أن هذا النوع من الضربات لا يترك مجالًا للتهدئة السريعة، بل يفتح الباب أمام تصعيد واسع النطاق.

 

إلى ذلك، أعلنت تل أبيب رفع حالة التأهب القصوى في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في مناطق الشمال والجنوب، وسط استنفار واسع لسلاح الجو الإسرائيلي تحسباً لأي ردود انتقامية من طهران أو من حلفائها في المنطقة.

 

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب وواشنطن، ما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة، خاصة مع وجود مؤشرات قوية على احتمال انخراط أطراف إقليمية أخرى في دوامة التصعيد.

 

هذا ولا تزال تداعيات الهجوم تتصدر واجهات التغطية الإعلامية في إسرائيل، وسط تحليلات متباينة حول مدى تأثير الضربة على مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومدى قدرة طهران على الرد في ظل الوضع الإقليمي المضطرب.