الأحد , يوليو 6 2025

المقاومة تحوّل ناقلة جنود إسرائيلية إلى كرة لهب وتقتل 7 من قوات النخبة

كتبت بوسي عواد

في واحدة من أعنف الضربات التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العمليات في قطاع غزة، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، في انفجار ناقلة جنود مدرعة في عمق مدينة خان يونس جنوب القطاع.

 

الحدث الذي وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بـ”الكارثة الميدانية غير المسبوقة” في صفوف كتيبة الهندسة القتالية، هزّ الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وأعاد تسليط الضوء على هشاشة بعض الوحدات في أرض المعركة، وفشل أنظمة الحماية المدرعة في بعض الآليات العسكرية.

 

وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال صباح الأربعاء، أن ضابطًا وستة جنود من الكتيبة 605 للهندسة القتالية لقوا مصرعهم مساء الثلاثاء، إثر تفجير ناقلة جنود مدرعة من طراز “بوما” أثناء تنفيذهم مهمة ميدانية في مدينة خان يونس، التي لا تزال تشهد اشتباكات متفرقة رغم إعلان إسرائيل سحب جزء من قواتها.

 

ووفقًا للمعلومات الأولية، يُرجّح أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة شديدة الانفجار زُرعت أسفل بدن المركبة، أو نتيجة إطلاق صاروخ مضاد للدروع من طراز “آر بي جي” من مسافة قريبة. الانفجار العنيف حوّل المدرعة إلى كتلة مشتعلة، فيما عجزت القوات المتواجدة عن إخماد النيران سريعًا أو تحديد هوية الجثث المتفحمة في البداية.

 

المشهد ازداد مأساوية عندما عادت مروحيات الإخلاء الطبي الإسرائيلية خالية، بعد تعذر نقل القتلى أو إنقاذ المصابين، بسبب الحريق الكثيف والانفجار الذي أدى إلى تدمير كامل للمركبة. وأفادت التقارير أن الجيش اضطر إلى سحب الناقلة المحترقة إلى داخل إسرائيل لاحقًا بهدف تحليل أسباب الحادث.

 

في تحليلها للحادث، ألقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على نوع المركبة المستخدمة، مشيرة إلى أن “بوما” تُعتبر من المدرعات القديمة، وتفتقر لأنظمة الحماية النشطة مثل منظومة “تروفي” المثبتة على ناقلات “نيمرا” الأحدث، وهو ما جعلها أكثر عرضة للهجمات المباشرة والعبوات الناسفة.

 

ورغم كثافة العمليات القتالية، ما زالت بعض الوحدات الإسرائيلية تستخدم هذه المركبات غير المجهزة، في مؤشر على عمق التحديات اللوجستية والفنية التي تواجهها قوات الاحتلال في قطاع غزة.

 

الضربة لم تكن الوحيدة في تلك الليلة. فحسب ذات الصحيفة، استهدفت المقاومة الفلسطينية قوة تابعة للكتيبة 51 من لواء جولاني بصاروخ مضاد للدروع في حادث منفصل، أسفر عن إصابة جندي بجروح خطيرة وآخر بجروح طفيفة.

 

وتأتي هذه العمليات في ظل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، بهدف إعادة التموضع والتركيز على جبهات أخرى مثل الضفة الغربية والحدود الشمالية في أعقاب الحرب مع إيران، ما جعل الوحدات المتبقية في القطاع أهدافًا سهلة لهجمات الفصائل المسلحة.

 

تشير التقارير إلى تصاعد وتيرة العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية مؤخرًا، مستهدفة القوات الإسرائيلية المتبقية في جنوب غزة، خاصة في مناطق خان يونس ورفح، حيث تسجل اشتباكات متكررة بشكل شبه يومي، غالبًا ما تنتهي بسقوط قتلى أو جرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

 

ويرى مراقبون أن الانسحاب الجزئي لم يُخفف من وتيرة الاستنزاف، بل كشف محدودية القدرة الإسرائيلية على تأمين وحداتها في أماكن تمركزها، مما يُنذر بمزيد من الخسائر إذا استمر الوضع على حاله.

 

الضربة الجديدة خلّفت صدمة داخل إسرائيل، سواء على المستوى العسكري أو السياسي، وأعادت النقاشات حول جاهزية القوات، ونوعية المعدات المستخدمة، والاستراتيجية المتبعة في غزة، خاصة مع تزايد الضغوط على حكومة نتنياهو التي تواجه انتقادات متواصلة بسبب طول أمد الحرب وتزايد الخسائر البشرية في صفوف الجنود.

 

وفي ظل هذا التصعيد، يترقب الجميع ما إذا كانت إسرائيل ستعيد النظر في نشر قواتها داخل القطاع، أو أنها ستضطر لتغيير استراتيجيتها بالكامل خشية الوقوع في “فخ الاستنزاف اليومي” الذي تنفذه الفصائل الفلسطينية بفعالية متزايدة.

شاهد أيضاً

فيصل بن فرحان : العلاقات السعودية الروسية ركيزة للسلام والتقارب الحضاري

كتب مصطفى قطب في تأكيد جديد على متانة العلاقات بين الرياض وموسكو، أعرب وزير الخارجية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *